مدّ التساؤل
أبحرتُ في يمّ الكتاب كأنني
أرضٌ وجفّت في اللظى أعماقي
أطوي وهاد الشوق فوق سفينتي
وأساعدُ التيّار في إغراقي
فأدورُ أسكرُ والكؤوسُ على فمي
فالخمرُ لا يحلو بغير الساقي
كم قد نهلتُ من المحيط لعلّني
أروي غليل الوجد في أحداقي
فأغيبُ ما بين السطور لينجلي
وجه الحقيقة كامل الإبراقِ
فأعودُ في طيِّ الجهالةِ كلّما
زاد انعتاق الفكر في أوراقي
مدّ التساؤل كيف يقلق راحتي
ويبيح من هول النوى إغراقي
ما من حقائق في الوجود تحدّها
الأفكارُ إن طارت وفوقَ بُراق
إني الغريبةُ في صروح مدائني
رغم الشموس وسطوة الإشراقِ
نفسي كذرّات الوجود تذبذبٌ
والجسم ثوبٌ كم يشدُّ وثاقي
والروحُ تهفو للكمال كأنها
تصبو إلى المجهولٌ في إعتاقي
وأحارُ في سرِّ الوجودِ وكنههُ
فالكونُ أبعدُ من مدى ٱفاقي
فبحارُ معرفتي الضئيلة مجدبٌ
ولٱلئُ الأفكار في الأعماق
ويدايَ تضربُ كي تُطال مرافئي
والوقتُ يرحلُ حاملاً إخفاقي
لو كان للعمر الذي في حوزتي
بعضُ التتمَّة ما تركتُ سواقي
وجمعت من درّ المحيط قلائدي
ووضعتُ في كفِّ الكتاب صِداقي
واخذتُ من علم العراق وثائقي
ونهلت من كتب الشٱم الباقي
وتركتُ نفسي للكتاب تجوبهُ
فالعلمُ يروي كامل الأذواقِ.
فريدة توفيق الجوهري لبنان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .