بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 3 مارس 2022

لتلك التي أهوى للأديب الشاعر د. رضوان الحزواني

 .            لتلك التي أهوى

فازت بجائزة المجاهد الشيخ صالح العلي الشعرية 

لتلكَ التي أهــوى ، وأهـوى عتابَهـــا
أراهـــا .. ولكنّي أعـــاني غيـابَهــــــا
 

أغنّي لتـــلكَ الحلـــوةِ المــــرّةِ الّتي
يعذّبـــني ألاّ أذوقَ رُضـــابَهــــــــــــا

أســـائلُ عـــن أخبارِهـــا كلَّ نجمـــةٍ
أطوفُ بمغناهـــا ، وأطـوي شِعابَهـــا

يفيضُ الهـــوى منّي إذا لاحَ هــوْدجٌ
وأطـــربُ للحـــادي يـــزِفُّ ركابَهـــا

أمـــدُّ لهـــا كـــفَّ الوِدادِ فَتَنْـــثـــني
وَتَنْأى ، وقدْ هاجَ الهجيـــرُ سَرابَهـــا

(  (  (

أغنّي لتــلكَ الحلـــوةِ المـــــرّةِ الّتي
تضـــنُّ إذا استسقيْتُ يوماً شرابَهـــا

وحسبي _أنا الظمآنَ _ رِيُّ ابتسامةٍ
ورفّـــةُ هُـــدبٍ لا يحـــابي نقابَهـــا

لتلكَ الّتي أحيـــا وهمّي وِصالُهــــــا
وأمسي وأضحي لا أمَـــلُّ طِلابَهـــــا

لتلكَ التي في القلبِ أحفَظُ وِرْدَهـــا
وأقـــرأُ في نبْــضِ العــروقِ كتابَهـــا

أبثُّ حُروفي جمـــرةً في ضلوعهـــا
لأبعـــثَ من يأسِ الرّمـــادِ شبابَهــــا

وأوقـــظَ عينَيهـــا وأشعـــلَ فيهمـــا
صباحــاً ، وأطوي بالعناقِ اغترابَهـــا

أضيءُ محيّاهـــا المطيّـــبَ بالنّــدى
وأنفضُ من ليـــل الضَّيــاع شهابَهـــا

أعيـــدُ إلى مرآتِهـــا رونـــقَ الضّحى
وأجلـو بأهـــدابِ النّسيـــمِ ضَبابَهـــا

(  (  (

أغنّي لِمَـــنْ أرخَـــتْ أعنّـــةَ خيلِهـــا
لِعِلْــجٍ ، وكانَ العلجُ يخشى جَنابَهـــا

أذكّرُهـا شــوقَ النّخيـــلِ لصَحْوِهـــا
فتغفو على جرحي تُـواري جوابَهـــا

أذكّـــرُها طبـــعَ النّســـور وأنّهــــــــا
أباحـــتْ لكسرى كُحلَهــا وخضابَهـــا

وأنّ لهـــا غابـــاتِ فُـــــلٍّ وزنبــــــقٍ
ولكنّهـــا للـــرّومِ تُنْهِـــبُ غابَهـــــــــا
 

ويلجمُهـــا صمْتٌ وقدْ جُـــنّ ماجــنٌ
يفضُّ عن الوجهِ الجميــلِ حجابَهـــا

أســـاءَ على ضِغْـــنٍ برســـمِ نبيِّهــــا
ومـــا حرّكـــتْ للخائضيـــنَ عُبابَهـــا

وكم شـــانئٍ أزرى وطاشَتْ سهامُــهُ
وخـــابَ ولم يبلـــغْ مَـــداهُ قبابَهــــا

(  (  (

أغنّي لِمَـــنْ تنسى مرابـــطَ خيلِهــــا
ومن حولها الغيلانُ تبغي اسْتِلابَهـــا

تبيـــعُ على كُـــرْهٍ أســـاورَ عُرْسِهــــا
وكانتْ كنـــوزُ الأرضِ تفتـــحُ بابَهـــا

وتلبسُ أسمـــالَ الإمـــاءِ كسيــــــرةً
وكم جرّرَتْ في الفرقدَيْـــن ثيابَهـــا

وتنسى مواضيهـــا ووهجَ شموسِهــا
وأنَّ قريشـــاً أورثتْهـــا انتسابَهـــــــا

(  (  (

لعائشـــةٍ ، مَنْ قال ماتَــتْ ؟ وإنّهـــا 
تعيشُ وهذا الفجرُ يحـــدو رِكابَهـــا

ومـــن قـــالَ للعنقـــاءِ تفنى وكلّمـــا
أبــادوا أعـــادَتْ من رمـــادٍ إهابَهـــا

أغنّي لِمَـــنْ في القلْب تحيا أميـــرةً
وإنْ سَلبوهـــا تاجَهـــا وسخابَهــــــا

ورغـــم جنونِ الرّيحِ أقصـدُ دارَهـــا
وحسّادُهـــا كُثْـــرٌ تســـلُّ حرابَهــــــا

وأفرشُ ريحاني على الدّربِ لهفـــةً
وأبصـــرُ رغـــمَ الدّاجيـــاتِ إيابَهـــا

أســـوق أناشيدي جنـــاحَ سحابــــةٍ
تعانق في سَبْح الطّيـــوب سحابَهـــا

وتهطـــلُ حبّاتُ الحـــروفِ ســـنابلاً
وتلثـــم أهـــدابُ القـــوافي ترابَهـــا

لعائشــــــةٍ بَـــوْحُ الحنايـــا لعلّهــــــا
تفتّـــح جفنَيْهـــا وتلقـــى صِحابَهـــا

(    (    (
بقلمي رضوان الحزواني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

يحيا الموت بقلم الراقي مصطفى الحاج حسين

 * يحيا الموتُ..     أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.  هل ينتصرُ القتيلُ في تشظِّيهِ تحت الرّكامِ ويذيقُ للغبارِ طعمَ دمهِ؟! تتطايرُ روحُهُ مع دويّ...