بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 3 مارس 2022

الـضَّعـفُ الـجَـمـيـل بقلم الشاعر الأديب بشير عبد الماجد بشير

 الـضَّعـفُ الـجَـمـيـل
**********
لــم يَـعُـد بَـعْـدُ بـيـننا مــا يُـقالُ
أَرْهَــقَ الـقولُ شِـعْرَنا والـخيالُ

أَيَّ شــيءٍ ولــم نـقُـلْهُ أَجـيــبي
نـحـنُ قـلـنا وأَيــنَ مِـنَّـا الـمقالُ

شَـرْقُـهُ غَـرْبُـنا ونـحـنُ حـيـارَى
هَـدَّنـا الـسَّـيْرُ واعْـترانا الـكَلالُ

كـلَّما نـحنُ فـي الطَّريقِ مَضيْنا
سَـخِـرَتْ مــن مُـضِيِّنا الأَهْـوالُ

أَنــا أَهــواكِ.. قـلــتُ أَلْـفاً ولـكن
عَــذَّبَـتْـنـي بِــدَربِــكِ الأَقــــوال

لـم أَجِـدْ مـصْغِيَاً سـوايَ وعفواً
مــا أَرَدْتُ الـملامَ وهْـوَ الـمُحالُ

كـيـفَ لَـوْمـيكِ يــا نَـجــيَّةَ قـلبي
وهْـوَ فـي الـلَّومِ زاهِـدٌ مـا يزالُ

إِنَّــمـا رُمـــتُ أَن أُبَـــرِّرَ بُــعْـدي
عـــن أَمـــانٍ عَـصـيَّـةٍ لا تُــنـالُ

عـشْتُ مـن أَجـلها أُراقـبُ نَـجماً
فـــي سـمـاءٍ قـريـبُها لا يُـطـالُ

خَـدعـتْني النُّجومُ واحتارَ طَرفي
واسْـتَبَـدَّتْ بـهِ الـلَّيالي الـطِّوالُ

كـلَّـمـا لاحَ فــي دُجـاهـا بَـريـقٌ
قـلـتُ هــذا .. وخـابـت الآمــالُ

واسـتَـثارَتْ دمـوعُ عـينيَّ لَـحْناً
أَرْهَــفَـتْـهُ ضَــراعَــةٌ وابْــتـهَـالُ

ثـمَّ لا شـيءَ بعـدَ ذاكَ وأَمْـضي
فـي دُروبٍ يـموتُ فيها السؤَالُ

كـم تـهاويتُ فـي قرارِ جحيمي
تَــتـحَــدَّى إِرادَتــي الأَغْــــلالُ

لاهِثُ النَّبْضِ بين جنبيَّ يُصْغي
لِـصَدَى الـصَّمتِ كثَّفَتْهُ الظِّلالُ

أنـــا أَهــواك والـمـنى لا تــزالُ
وأَخــافَ الـفُـؤَاد مـنِّـي الـمَلالُ

بِـتُّ أَخـشاهُ حـين طـالَ لـقـائِي
بـكِ دَهْــراً وغـابَ عـنَّا الـوصالُ

فـاعْـذريـنـي إِذا نــأَيـتُ فــإِنِّـي
شـاعِـرٌ فــي دمـائِـهِ الارتِـحـالُ

نـحـوَ آفــاقِ عـالَـمٍ فـيـهِ أَفْـنَى
أَنـــا وحــدي ولـلـجِراحِ انْـدمـالُ

أَرتـوي بـالـسَّرابِ يُـفعِـمُ كأْسي
وأُنـــادي ويَـسْـتـجيبُ الـجـمالُ

وأُغَــنِّــي إِذا تــأَجَّــجَ وجْـــدي
أَيُّــهــا الــحُــبُّ إِنَّــنــي لا أَزالُ

مـثلما كـنتُ فـي الـقديمِ مُحِـبَّاً
وقُـصـوري كـمـا عـلِمْتَ الـرِّمالُ

أَبْـتَـنـيها وتَــهـدمُ الـريـحُ مـنـها
ثــمَّ تَـبـقـى وحـسبيَ الأَطـلالُ

بــيـنَ أَنـحـائِـها أَجــوسُ حَـفـيَّاً
بِـضَـياعي وتَـنْـتَشي الأَوصَــالُ

هــكـذا يــا حـبـيـبتي عـلَّـمتْـني
قــصَّــةُ الــحــبِّ أَنَّــــهُ يَـغْـتـالُ

لـيـسَ يَـنـجو أَسـيرُهُ أَو يُـفادَى
وهْــوَ راضٍ وقــد رَمـتـهُ الـنِّبالُ

فـاعْـذُريني يـظَلُّ يـهـواكِ قـلبي
وعـلى الـبُعـدِ فيكِ يحـلو المَقال

لـيس لي عنكِ مَهْرَبٌ يا حياتي
أَنــتِ دُنـيـايَ والـهـوى والـمـآلُ

أَنــتِ أُنْـشـودتي وفـيكِ بـياني
حـيـن يُــروى بِـحـسْنِهِ يَـخْـتالُ

فـاعْـذُريـني إِذا تــطـاولَ يــومـاَ
بـعضُ شـعري كـما رأَيـتِ خَبالُ

كـلُّ مـا جـاءَ فـي القصيدةِ لَغْوٌ
كـيفَ أَنْـأَى وهـل لَـديَّ احتمالُ

أَنـــا أَهــواكِ والـمُـنى لا تــزالُ
وعـلـى الـدَّهـــرِ بـيننا مـا يُـقالُ .

بشير عبد الماجد بشير 
السُّودان
من ديوان ( أغنيةٌ للمحبوب )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

مع التاريخ بقلم الراقي عبد الرحيم العسال

 مع التاريخ ======= مع التاريخ نقرأه ونسبر غوره ساعة ونعرف من بني صرحا ومن للصرح ذا باعه ومن ولي لدى الجد ومن أردته خداعة ومن سار على النهج ...