..........................( صَفْعَةُ القَدَرِ )
أَهَاجَكَ الشَّوْقُ أَمْ أَضْنَتْكَ أَشْجَانُ
وَأَنْزَفَ الدَّهْرُ .. دَمْعًا مِنْكَ وَالشَّانُ
وَهَلْ سَرَى بِحَدِيثٍ .. كُنْتَ تَكْتُمُهُ
عَنِ الأَنَامِ ضُحَىً .. بِالدَّيْرِ رُكْبَانُ
مَاذَا أَقُولُ .. وَقَدْ أَقْوَتْ مَنَازِلُنَا
وَانْهَدَّ سَقْفٌ لَهَا .. قَصْفًا وَجُدْرَانُ
قَدْ أَصْبَحَتْ أَثَرًا مِنْ بَعدِ زَهْوَتِهَا
وَأَقْفَرَتْ سُوحُهَا مُذْ أَهْلُِهَا بَانُوا
هَذِي الدِّيَارُ وَمَا أَخْفَتْهُ مِنْ نِعَمٍ
أَمْسَتْ خَرَابًا فَلاَ صَحْبٌ وَإِخْوَانُ
تَعْوِي بِهَا الرِّيحُ وَالأَحجَارُ هَامِدَةٌ
خَرْسَاءُ يَسْكُنُهَا .... جُرْذٌ وَغِرْبَانُ
لَمَّا وَقَفْتُ عَلَى أَطلاَلِهَا وَبَدَا
هَذَا الرُّكَامُ لِعَيْنِي ..... ثَارَ بُركَانُ
يَؤُزُّ فِي الصَّدْرِ هَمٌّ لاَ يُفَارِقُنِي
وَأَلْهَبَتْ قَلْبِيَ المَكْلُومَ ..... نِيرَانُ
تِهْنَا بِدُنْيَا ... وَقَدْ صَارَتْ مَوَاجِعُنَا
تَرْوِي حِكَايَةَ مَنْ بَاعُوا وَمَنْ خَانُوا
وَأَوْغَلُوا بِدِمَاءٍ حُرَّةٍ سُفِكَتْ
لَمْ يَحْفَظُوا عَهْدًا أَوْ ذِمَّةً صَانُوا
مِثْلَ العُدَاةِ إِذَا مَا كَفَّهُمْ رَجَحَتْ
شَالُوا الضَّغِينَةَ مَا رَقُّوا وَمَا لاَنُوا
وَجَرَّعُونَا .... كُؤُوسَ الذُّلِّ مُتْرَعَةً
كَأَنَّنَا فِي عِدَادِ الخَلْقِ .. عُبْدَانُ
بِتْنَا بِلاَ مَأْوَىً .. حَلَّتْ بِنَا مِحَنٌ
وَقَدَّرَ اللهُ أَمْرًا ... وَالوَرَى دَانُوا
فَقْرٌ مُرِيعٌ ... يُبَارِي حَظَّنَا وَأَسًى
ذَابَتْ لَهُ الرُّوحُ وَانْتَابَتْهُ أَحْزَانُ
كَمَا الغَرِيبُ بِأَرْضٍ صِرْتُ فِي بَلَدِي
لَا الأَهْلُ أَهْلٌ وَلاَ الجِيرَانُ جِيرَانُ
كُلٌّ يُفَتِّشُ عَنْ قُوتٍ .. يَسُدُّ بِهِ
جُوعًا مُمِضًّا شَفَّتْ مِنْهُ أَبْدَانُ
وَالنَّاسُ أَرهَقَهَا ... مِنْ فَاقَةٍ أَلَمٌ
وَمَا اسْتَطَابَتْ لِفِعلِ الخَيْرِ أَعْوَانُ
اللهَ يَا وَطَنَ الخَيْرَاتِ كَمْ ثَمِلَتْ
مِنْ مَائِكَ العَذْبِ أَقْوَامٌ وَبُلْدَانُ
وَكَمْ تَخَضَّبَ فِي حِنَّاءِ تُرْبَتِهِ
ضَيْفٌ أَلَمَّ وَكَمْ ضَمَّتْهُ أَحْضَانُ
يَا شَامُ يَا تَوْءَمَ التَّارِيخِ يَا أَمَلاً
يُجَدِّدُ العَهْدَ لِلأَجْيَالِ إِذْ هَانُوا
يَا مَنْ أَنَرْتِ ظَلاَمَ الكَوْنِ مِنْ قِدَمٍ
وَشَعَّ حَرْفُكِ يَمْحُو الجَهْلَ يَزْدَانُ
أَيَسْتَبِيحُ حِمَاكِ الخِصْبَ مُغْتَصِبٌ
يُدَنِّسُ الطُهْرَ بِالأَرْجَاسِ خَوَّانُ
وَيَتْرُكُ النَّاسَ فِي ضَنْكٍ يُرَوِّعُهُمْ
والغَاصِبُونَ بِأَهْلِ الشَّامِ قَدْ شَانُوا
قُلْ لِلْغُزَاةِ أَلَيْسَ .... الحَقُّ مُنْتَصِرًا
وَإِنْ أَرَاقَ دَمَ الأَحْرَارِ .. سَجَّانُ
كَانَ النِّزَالُ بِأَرْضِ الشَّامِ يُرْكِسُهُمْ
يَِحْمِي العَرِينَ بِهَا أُسْدٌ وَفُرْسَانُ
قَدْ أََرْخَصُوا الرُّوحَ لاَ يُثْنِيهُمُ وَجَلٌ
حَتَّى تَعِيشَ حَيَاةَ العِزِّ ... أَوْطَانُ
سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ... مِمَنْ رَامَ ذِلَّتُنَا
وَالسَّيْفُ مَوْعِدُهُمْ وَالخِزْيُ أَلْوَانُ
.. رشاد عبيد
سورية - دير الزور
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الخميس، 12 أغسطس 2021
صفعة القدر .. بقلم الشاعر: رشاد عبيد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
على أرضفة الاحتجاج بقلم الراقي أنس كريم
على أرصفة الإحتجاج. رأيتهم مبتسمين حالمين متلاصقين كالأزهار تجمعهم الفرحة في الجلسة العائلية قد تحنو عليهم لحظة حضن تنعش ذاكرتهم الحية قد...
-
مجرّةٌ في العلياءِ: متأنِّقةٌ غصونُ الوردِ لحُلَّتِكَ لابِسة وبوُجدِ عبيرِكِ مرحٌ يترامى المَدى مِحبرةُ الشَّذا بفيضِ حُسنِكِ شَامِسة وي...
-
-- عِتابُ العِتاب -- عتاب العتاب مِنّا لكم ياأهل المحبة والسلام ياساكن الفـؤاد رأفـة لا ت...
-
( سئمنا البوح ) لَكَ الأَيَّــام كَـمْ عَـانَيْـت صَـبْرا وَصَـبْر الشَّـوْق مَبْسِـمهُ كَـئِيب وَمِنْ عَيْنِيِّكَ سَهْم صَاب صَدْرا وَ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .