بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 20 أغسطس 2021

انعتاق .. بقلم الشاعر: الحسين ابن ابراهيم

 


انعتاق/ الحسين بن ابراهيم


- " من انت؟" ... قالت

و هي ترسم بسمة

موشومة بيراعة الإبهار...

"أحسست أني عنك لست غريبة

هل أعرفك؟"..

فأجبتها و أنا أثبت وقفتي

ما بين رجة سحرها

و عذوبة ألق النهار :

"مشروع إنسان... أنا..

بات يؤثث ذاته لتحرر

من ربقة القيد العنيدة..

قيد على خطوي...

قيد على نفسي...

قيد على لغتي...

قيد على نثري...

من بعدما ذبحوا القصيدة.


صوتي صدى لمواجعي

في داخل الحلق احتبس

أنا كلما أرسلته

كي يفصح عني ارتكس...

نحوي انعكس..

طمس الطغاة بريقه

و أتى على أوتاره الدهر

... افترس.

و تكدست عند جذور حباله

عقد المرارة...

عقد الخسارة..

حتى غدا و كأنه

رسم درس.


صوتي أنا..

في غيهب الصنت انطمر

لا... ليس خوفا من ظهور

أو بروز او... حذر.

لا... إنما أحبسه كي يختمر

حتى إذا أطلقته

بالغصب يعلن ثورتي

أبلى... و ما انقطع النفس.


مشروع إنسان  أنا

آت يوسّع خطوه

في طرق أبعاد جديدة

فيها يرى

غير الذي اعتاد يرى

عبر محطات عديدة..

أنا سابح في لجة من أمل

لا ينتهي...

أركب فكرا لا يني

عاف المكاتب و الدفاتر

و الروتين

عاف القرار و سخف القرار

و جبن التستر خلف القرار..

عاف سماع الترهات.... 

عاف ركوب الحافلات...

عاف خيوط العنكبوت

تلف حول زجاج نظاراته

تعب السنين..

تخفي وراء الظل

أنوار الحقيقة.

أنا مرهق..

أنا متعب..

عاف سموم القار و البنزين..

عاف القتار الآدمي معتقا

فوق رفوف الانتظار.

عاف البهار...

عاف محطات القطار

تلاك عند رصيفها

كل أخبار النهار.

عاف المنابر

يجلد فيها الشريف.. 

يوزع خلالها زيف " الربيع"

وهما على طبق سراب

و ينهش في بهوها

... لحم الضعيف.

و على الرفوف تصنع

قنابل مؤقتة

تقترف الدمار.


أنا صائد اللحظات الهاربة

عاف الطرائد...

و الجرائد...

و القصائد..

عاف فصول المسرحية و الرواية

تحسبنا أخشابها

قبل البداية.... للنهاية.


قد كان لي وطن

و كنت اصونه

صون المتله للخريدة..

عن ظهر قلب قد حفظت دروبه

و شعابه

و حفرت صورته

في بؤبؤ العين و في

أحاسيس فريدة...

و افقت بعد العاصفة

ذات شتاء

فعجزت حتى عن تذكر شكله

ما بين أشكال عديدة

و مسوها...

زحفت تغتاله..

من كل صوب زحفت

كأسراب طير بلا أجنحة

تروح و تغدو بغير حفيف

تزيد الغرابة فيه

تروم الصعود و لا تستطيع

فتغرق في موحلات السلالم.


ها قد فزعت الى العراء

مهرولا

كي أحضن طهر الحياة..

قد أرجع الماء إلى ينبوعه

و أرتق الحراج

و أنشئ جيلا جديدا صالحا

يبني معي

ما أتلفته العاصفة

ذات شتاء

و يقدس في الكون مثلي

سرها هذي الحياة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

أحلام فوق السطور بقلم الراقي محمد سليمان أبو سند

 🔥 أحلام فوق السطور 🔥 بقلم : محمــد سليمــان أبوسند  رسمتك أحلاما فوق السطور  طريق يقصر بي وطريق يطول  وفى يديه ألف أمنية  من أمنيات طوا...