بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 10 أغسطس 2021

(تجلّياتُ شتاءٍ آخر).... بقلم /عصام يوسف حسن

 (تجلّياتُ شتاءٍ آخر)

(1)
وَميضٌ على مُقلةِ الشّاعرِ
يُسافرُ في الغَيهبِ الغادرِ
و يُسْلمُ للرِّيح مَدَّ الشّراعِ
إلى الأُفق الواعد الزَّاهرِ
جناحينِ من شهقةِ المستحيلِ
يرفَّانِ في لهفةِ الخاطرِ
كماضٍ شَهيِّ الجنى يرتمي
صريعاً على يَبَسِ الحاضرِ
(2)
لماذا يضيقُ علينا الزَّمانُ
ويُطرَدُ من فجرهِ حلمُنا
ونأتي على هامشِ الوقتِ دمعاً
وتسبِقُنا ..... لحظاتُ الهنا
نُلاحِقُ وعداً .... قصيَّ المنالِ
ونَجرَعُ كأسَ الأسى و الضَّنى
وسيزيفُ مازالَ في المُنحَنى
يُكابِدُ صخرتهُ .... قبلنا
(3)
فراشاتُ أيَّاميَ النازفاتُ
تلوبُ . ... تلوبُ بمحرابها
وتسألُ عنها ارتعاشَ الضِّياءِ
ولَثغَ العصافيرِ في غابها
ويهطلُ صمتُ المساءِ الرَّهيبُ
صقيعاً و يُتماً .... بأنخابها
فتأوي إلى كرمة الذّكرياتِ
تُقبِّلُ ..... أحجارَ أَعْتابِها
(4)
أيا وردةَ الجمر هل تُنكرينَ
بروضكِ أنَّ الهوى يذبلُ
وأنَّ الذي كان روحَ الحياةِ
غريبٌ .... بخيبتهِ مُثقَلُ
يمرُّ بأشعارهِ الذَّابلاتِ
وليس يُجار .... و لا يُسألُ
وجاءَ الحصادُ.. وجفَّ الوِدادُ
وهيهاتَ أن يُشفقَ المِنجلُ
(5)
ومرَّ الشّتاءُ.. و كيف الشّتاءُ
يمرُّ و أنفاسُنا في شرودْ
بلا رعشةٍ في أتونِ الشِّفاهِ
ولا غُنجةٍ في احمرار الخدودْ
غريبينِ كالسُّفنِ الجانحاتِ
على الملح يستمطرانِ الوعودْ
نعودُ؟ وتيَّارُنا انحلَّ في البحرِ
وانحسرَ الموج أنَّى نعودْ؟!
(6)
أُعيذكَ يا قلبُ مما تخافُ
أليفاً تصاغرَ أن يَرحَما
تكلَّفَ أمرَ الهوى عابثاً
فخرَّبهُ ... بُرعماً ... بُرعما
وجانبهُ اللُّطفُ في أن يُحِسَّ
دماً فاضَ جرحُكَ ..أم عَنْدَما
تقنَّعَ بالودِّ يوم الوصالِ
وحينَ ارتميتَ ..انثنى أرقما
(7)
وياقلبُ نبضُكَ ملءُ الوجودِ
وكلُّ الفصولِ لهُ موعدُ
وفي كلِّ نجوى لهُ غُصَّةٌ
وفي كلِّ روضٍ لهُ معبَدُ
وكلُّ السَّفائنِ تُبحرُ منكَ
كأنَّكَ .... تيَّارُها الأوحدُ
مِدادُ أساطيرها من رؤاكَ
و اِسمُكَ عن مجدها مُبعَدُ
(😎
دعِ الزَّهرَ يعرفُ طعم السَّلامِ
طريحاً بأوراقهِ اليابسَهْ
ولا تتوسَّل بنزفِ الرَّجاءِ
جواباً بأطلالهِ الدَّارِسَهْ
فقد أخمدَ الموتُ منهُ الجذورَ
وغطَّاهُ ... بالظُّلمةِ الدَّامسَهْ
وماعادَ من .. وَجدهِ غيرُ حلمٍ
يُخادِعُ ... أجفانَكَ النَّاعسَهْ
(9)
سأمضي إلى جُزر ٍ طافياتٍ
على النُّورِ..تحتَ ظلالِ القَمرْ
تحرَّرنَ من سانِحاتِ الزَّمانِ
و ذُلِّ القيودِ .. و ظلمِ البَشرْ
ويَنْهلنَ من نُعمياتِ الشُّعاعِ
كؤوسَ السَّلامِ ..وأُنسَ النَّظرْ
فأُغربُ في خمرِ ذاكَ الغروبِ
وأُشرِقُ في خمر هذا السَّحرْ
(10)
إلى ذلك الحُلمِ الضَّائعِ
يرفُّ على جفنيَ الدَّامعِ
ويُشرقُ رغمَ الفراقِ المرير
بقلبيَ كالبُرعمِ الطَّالع
سأُشعلُ روحيَ شمعةَ عيدٍ
على بابِ معبدهِ الوادِعِ
وأبكي السَّرابَ الذي أشتهيهِ
وأغرقُ في وَمضهِ الخادِعِ
..
عصام يوسف حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

أحلام فوق السطور بقلم الراقي محمد سليمان أبو سند

 🔥 أحلام فوق السطور 🔥 بقلم : محمــد سليمــان أبوسند  رسمتك أحلاما فوق السطور  طريق يقصر بي وطريق يطول  وفى يديه ألف أمنية  من أمنيات طوا...