بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 11 أغسطس 2021

هو العمر -...شعر المهندس : صبري مسعود

 هذه القصيدة هي قصة حقيقية لفتاة أحبّت ولكن الحبيب غدر بها ،وقد حوّلتها إلى قصيدة ، وهي بعنوان :

- هو العمر -
هوَ العمرُ دوماً سريعُ العَطَبْ
كثلْجٍ يذوبُ ، كَريحٍ تَهُبْ
قصيرٌ وليسَ يدومُ طويلاً
صفاءٌ وغَيْمٌ وكِرْهٌ وَحُبْ
عشقتُ الحبيبَ بعمقٍ وَصدقٍ
وَعشنا نعيماً ، ربيعاً قَشِبْ
وَما كنتُ أدري بِأنَّ الحياة
سَتأخذُ مِنّي حبيبَ الدَرِبْ
سَأَروي حكايةَ حبٍّ تهاوى !!
روايةُ عشقٍ وقِصّةُ حُبْ
فَهذي روايةُ بنتٍ أحبّتْ
وَشابٌ لئيمٌ عليها نَصَبْ
روايةُ حبٍّ تمرُّ كثيراً
وَتنقلُها الريحُ عبرَ السُحُبْ
فتاةٌ أحبّتْ ، فطارَ الحبيبُ
وَأسألُ نفسي لماذا هَرَبْ ؟
لماذا الخيانةُ في البعضِ طَبْعٌ ؟
لماذا وثوقُ الفتاةِ بِشَابْ ؟
فأينَ الحبيبُ ؟ وهل صار طيفاً ؟
وأينَ النعيمُ ؟ وَنارٌ تَشُبْ
أأنسى الحبيب الذي قد سلاني
وَذاكَ الكلامُ الرقيقُ العَذِبْ
أأنسى وَقلبي كسيرٌ جريحٌ
أأنسى الّذي داسَ حبَّ العِنَبْ
فَمنْ يرضعُ الغدرَ طبعهُ غدرٌ
وَمنْ يرضعُ الحبَّ دوماً يَحُبْ
حبيبي يهاجرُ مثلَ الطيورِ
وَيتركُ قلبي كَسيراً تَعِبْ
تعودُ الطيورُ وَيبقى حبيبي
وَينسى التي كانَ منها يَعُبْ *
أَماتتْ لديهِ جميعَ الوعودِ
بُعيدَ وصولهِ أرضُ الغَرِبْ
أأزرعُ في قلبي كرهَ الشبابِ
وَأحجرُ ، أسجنُ هذا القلبْ
وَأقتلُ في النفسِ حبَّ الحياة
وَفي الناسِ طيبٌ وَخيرٌ يَدُبْ *
سَأنساكَ يا منْ نسيتَ " سناءْ "
وَأمسحُ حزني وَأنسى الغَضَبْ
وَأجعلُ دربي فسيحاً جميلاً
وَأفتحُ قلبي لِكلِّ مُحِبْ
ولنْ أهدرَ العمرَ حزناً وَهمّاً
فَمَنْ يرفضُ العيشَ هدراً ذَهَبْ
سأجعلُ همّي بلوغَ الأربْ *
ولن أضرب السهم إنْ لم يُصبْ
فأنتَ سرابٌ وَوَهْمٌ تلاشى
وَمنْ يتبعُ الوهمَ يلقى التعبْ
ظننتكَ نوراً يدومُ طويلاً
فكنتَ قصيراً كَنورِ الشُهُبْ
هَدرتُ مِنَ العمرِ قِسْطاً وفيراً
أفكِّرُ فيكَ فَيا لِلعَجَبْ !!
نسيتُ رفاقي ، وأهلي جميعا
كرِهْتُ الغناءَ ، نسيتُ الطَرَبْ
لِأجلكَ أنتَ فَيا لِلغباءِ
لماذا مَشَيْتُ بِذاك الدربْ
ظننتكَ بحراً كبيراً عميقاً
وَكلُّ الأغاديرِ * فيهِ تَصُبْ
ظننتكَ حقلاً جميلاً قشيباً
فَكنتَ كأرضٍ بدونِ عُشُبْ
وخِلْتُكَ شمساً تنيرُ حياتي
فكنتَ ظلاماً بِروحي اسْتَتَبْ *
لكنَّ عقلي أعادَ لروحي
ضياءاً ونوراً بلونِ الذهبْ
وَصِرتُ اُديرُ أموري بِعقلي
وَمنْ يتبعُ العقلَ لا لم يَخِبْ
وَأَختمُ قصّةَ بنتٍ أحبّتْ
كما قد رَوَتْها ، يَراعي كَتَبْ
وَصِغْتُ الحكايةَ شِعْراً لِتبقى
كذكرى بِأرقى صنوفِ الادبْ
* يعب: ينهل أو يرتوي
* يدب: يتحرك
* الأغادير: السواقي الصغيرة
* الأرب: الهدف
* استتب: استقر
القصيدة على البحر المتقارب:( فعولن فعولن فعولن فعولن فعولن فعولن فعولن فعولن )
شعر المهندس : صبري مسعود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

قوقعة الغشاوة بقلم الراقية سهاد حقي الأعرجي

 ......قوقعة الغشاوة.....  قوقعة... نعيش بأعماق ندفن بإرادتنا داخل بئر... أسود القلب بنيناه بأناملنا وكأننا مغيبون نشاطره القبح...  وسفك قار...