ثَـمَــرَات
ديوان / قبل غروب
قـرأتُ لِلسَّلَفِ القدِيـمِ وفى الكُتُب
أَنَّ الجُـذُوعَ تُصابُ يَومًا بِالعَطَب
لا السَّـاقُ تَقـوَى أَن تقُـومَ لِذاتِها
ولا لِـسـاقٍ للجُـــذُوعِ بِأَنْ يُطِــبْ
الجِـذعُ يَرمِى فى الرِّمـالِ جُذُورَهُ
والسَّاقُ يأتِى بِالثِّمَـارِ بِمـا شَـرِبْ
فــلا لِشَــوْكٍ دُونَ مــــاءٍ قـد نَمَـا
بِـأن يُـرَى يَـوْمـًا لِيَطـرَحَ بِالعِنَـبْ
ولا لِـنَجْــمِ الأرضِ بـعــدَ نُمُــــوِّهِ
يأتِـى بِحُلْـوٍ مِثلَـمَـا زَرْعُ القَصَـبْ
والنَّخـلُ يِبلُغُ فى الـمَسَــارِ عُلُـوَّهُ
نرمِى بِحَجَـرٍ يُؤْتِينَا خَيْـرَ الـرُّطَبْ
لَمَــا رأينـا الـنَّخـلَ يَقْـرَبُ نَحْـوَنـا
ولا لِشَـوْكِهِ أَنْ يُصِيـبَ بِلا سَبِـبْ
فلا لِـشَـوْكٍ أَنْ يُـرَاوِضَ سَــالِـمًـا
إِنْ لَـمْ يُحــاول لِمْسَـهُ أَو يَقتَــرِبْ
لا النـارُ تَنشَبُ فى الهَشِيمِ لِذاتِهـا
لَولا الثُّقَـابُ لَمَا حَـرِيقًـًا قد نَشَبْ
إِنَّ الصِّحَـافَ بِـدُونِ قَلَـمٍ لَـمْ تَكُـنْ
دُونَ المَحَــابِـرَ لا لِقَـلَـمٍ أَنْ كَـتَـبْ
أَمَّـا المِـــدَادُ فـقَـدْ يكُـونُ بِجَــوْدَةٍ
يَبقَى وآخَـرُ قد يَسِيـلُ كمَـا سُكِـبْ
البعـضُ يأتـى للكِـتـــــابِ بِلَمعَــةٍ
والبعضُ مُنطَفِئٌ أَثَارَ بِكَ العَجَـبْ
ولَئِـن قَـرَأْتَ مِنَ القَدِيــمِ بِحِكمَـةٍ
عُلِّمْتَ خَيْرًا فى المَقَالِ وفى الأَدَبْ
البَعضُ عَن قَوْلِ الكَبِيرِ بِمُعْرِضٍ
أَمَّـا إِذا أَمْعَـنْتَ يُـوجَـدُ كَالطَّــرَبْ
تَـشتَـمُّ عِطْـرًا فى الحَدِيـثِ كأنَّمَـا
وَردٌ تَعَـالَى فَوْقَ سَـاقٍ وانْتَصَبْ
واجْـعَـلْ لِكُـلِّ الناسِ عِندَكَ مَنزِلٌ
لا تجعَلِ الأصلَ الأصِيلَ هُوَ النَّسَبْ
يَكـفِـى بِــلالَ بِأَنْ يـكُـــونَ أّذانُـهُ
جَمْعُ الصلاةِ بِصَوْتِ تَغرِيدٍ وعَذْب
لا صاحِـبُ الأصلِ الكَـرِيـمِ بِعِـزَّةٍ
وتُـوقَـدُ نـــارٌ دُونَ ذلِكَ بِالحَطَـبْ
نُثْنِى على النَّسَبِ العَزِيزِ بِمَجْلِسٍ
وضَعِيـفُ حـالٍ قَد يُقَطَّـعُ كَالإِرَبْ
فـلا لِـنَـسَـبٍ أَنْ يُجَـمِّــلَ مُسْلِمـًـا
خُلُقٌ جَمِيـلٌ ما عَدَاهُ فَمَـا كَـسَـبْ
أَحسِنْ بِعَمَلِكَ فالحِسَابُ إذا عَرِقْتَ
البَعضُ يُلْجَمُ والأخِيرُ إلى الـرُّكَبْ
ناصر الدسوقى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .