بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 14 ديسمبر 2020

وبغير ظلك بما أستظل .. بقلم الشاعر مصطفى سليمان


 🌹... و بغير ظلك بما أستظل .. !!! 🌹 


اعتني بنفسك 

.. هنالك .. 

حيث أنت بجميل كرمك .. 

فلا أحد أجدر منك اعتناءك 

فأنت الأعلم بماهيتك  

.. عني .. لن أكف الدعاء لك .. 


لكن لن أضمن لك 

لا الفرض و لا الكفاية 

بأن يحميك دعائي

لتعود إليَ يا مناي .. 

كل يوم معك 

و كل يوم أنا لك .. 

أشتاقك و أنت قابع الوجدان 

فكيف و أنت هنالك .. 

منعت نفسي رمشة العين 

أخاف خلالها الهذبين 

إن وقعا في ذات البين 

و اختفاء صورتك 

للحظة أو لحظتين 

أبكي افتقادك 

فكيف و أنت في بعدك .. !!! 

.. عني .. لن أكف الدعاء لك .. 


يا حلمي الحقيقي 

آتيا بُعدك أراك في عودتك

و أنت البعيد في قربك .. 

أيها المستعمر الحليم إياي

متى كان وجداني مستعمرتك

و متى خرجت طوع تيهك .. !!! 

ما تهت إلا لتجدني ضالتك

تَوأمتُك روحي و انتَهيتُك .. 

فما أرحب سعة حلمك 

و فيض كرمك 

و عظيم تفهمك 

.. عني .. لن أكف الدعاء لك .. 


متى أقسمت لي

كون جيوش شوقك

ما اجتاحت إلا مملكة واحدة 

سَيَّجْتُها حراسا خانوا الود 

و وأدوا كل الورد 

واضحة النهار 

يأتمرون إلا بأمرك 

حيث يتحصن وجداني 

غارات عشقك

و كلهم بولائهم إلا إليك 

و أنا الساذجة آخر من يدري .. !!! 

أبتسم كلما تذكرت فيك

عشقي مرمى استعاراتك .. 

تذهلني و أنت سجين قلعتي 

و ما المداد إلا دماءك 

و ما اليراع إلا عبير أنفاسك 

و أنا أول و آخر سجن لك

.. عني .. لن أكف الدعاء لك .. 


أعشقك حبيبي ميتا وجداني

و أظل أبكي حماقاتي

أصدق موتك 

و أنت فقط الميت في عشقي

و إن مات العشق فيك

يموت فيَ الوجدان بدونك .. 

لا تآخذني بذنوب لوعاتي 

فكلها من هذب حبك 

و ما أنا إلا عاشقة تمتلكك 

فما أنبلك .. و ما أروع حظي معك

.. عني .. لن أكف الدعاء لك .. 


جرب حبيبي 

و قم بخيانتي 

أو تزوج مثنى و ثلاث و رباع 

و ما ملكت أيمانك 

.. عني .. لن أعاتبك  ..

يكفيني أني يوما كنت فيه لك

و لآخر يوم من حياتي

سيظل ظلي معانقا ظلك .. 

يعشقون القمر ليلا 

و ينسونه نهارا 

و أنت قمري 

أنيس ليلي و نهاري 

و ما أروع الأنس 

بين أحضان أنسك 

.. عني .. لن أكف الدعاء لك .. 


جرب حبيبي و امتحني

تلميذتك و نبيهة فصولك

على الدفعة الأولى خريجتك 

ما أكرمك في أستاذيتك .. 

كل فصل أقضيه معك

يُختَزَل العالم في إعجازك 

كل الإجابات أجدها و أنا معك 

فليضعوا جميع الأسئلة 

و ليطرحوا جميع المعادلات 

فأنا لها الحل و لك أنا حلالك 

.. عني .. لن أكف الدعاء لك .. 


دونك لا أحد يجرؤ سؤالي 

من بعدك لا مآل لحالي 

لا أعلم و لا أريد 

كيف أكون و ما جدوى العيش .. 

من دونك لن أحيا 

فكيف لي أن أعيش .. !!! 

و ما وَهَبت الحب إلا لك 

و ما وُهِبت الحياة إلا معك 

و ما نهلت من عسل السعادة 

إلا من شهد وفائك  

فكيف العيش من دونك .. !!! 

.. عني .. لن أكف الدعاء لك .. 


فما أجمل الدنيا معك 

كلما أبحرت عينيك 

أجدها جميلة هي دنياي من خلالك .. 

كلما اشتقت فصلا  

أجده يتقطر من عطف كرمك .. 

كل الفصول سخية 

و لا روعة لها إلا في سخائك .. 

منذ أن تعرفتك 

ما نظرت إلى النجوم 

و لا قوس قزح و لا القمر

و لا انتظرت هطول المطر 

مادمت معك أراها متجسدة فيك 

.. عني .. لن أكف الدعاء لك .. 


تعيش أنت و أظل أنا معك 

لن أمل إنعاشك 

و أنت على نعشك 

و العالم كله يشيعك .. 

حتى استنساخك 

لا يشرفني و لن يشرفك .. 

إن كنت أغار عليك من ظلك 

فكيف أرتضي بنسخة منك .. !!! 

أقولها و أنا أبكي 

فمن يمسح عني و يخلصني 

ندوب سيول الدمع غيرك 

.. عني .. لن أكف الدعاء لك .. 


تعيش أنت 

و تنتعش بين أحضاني حياتك .. 

فليشيعوني أنا مكانك 

و آخذ أنا قدر مماتك .. 

عني لن أعيش من دونك 

وصيتي 

و أنا بكامل قواي العقلية 

أن لا أحد يدعو لي بعد مماتي 

و ليدعوا لك .. 

تلك أعظم هدية و أروع أمنية 

فلا حياة من قبلك و لا حياة من دونك 

فكيف تكون هي الحياة من بعدك .. !!! 

.. عني .. لن أكف الدعاء لك .. 


مصطفى سليمان / المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

ايام الصيام بقلم الراقية آمنة ناجي الموشكي

 أيامُ الصيامِ هِيَ أيَّامُ السَّلامةِ والسَّلامْ  وهْيَ نُورٌ يَملأُ الأرضَ انسِجامْ فيها تَقوَى اللهِ فيها كُلَّما   نَرتَجِي مِن رَحمةٍ ت...