بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 سبتمبر 2022

الى ناظمي الدّرر (منقول ) بقلم عبد الله ضراب الجزائري

 الى ناظمي الدّرر
(منقول ) بقلم عبد الله ضراب الجزائري
الى فرسان الشعر الأصيل الرّسالي الهادف
***
يا ناظم َالدُّر ِّفي أسمى معانيها ... ألْق ِالعنانَ لها فالحسن ُراعيها
لا تغْمِطِ النَّفس َحقا ًّفي الشعور فلا ... تَخفى الأحاسيس ُإنْ ثارت دواعيها
مهما التفتَّ عن الحوراء مُبتعدا ً... فإنَّ شِعركَ بالأبيات يَعنيها
طوبى لبوحِك ،انَّ الحب َّخابية ٌ... واللّفظ ُوالحسُّ في الأشعار يُبديها
لا ليس عيبا صُداحُ الحُبِّ من دَنِفٍ ... فالنَّفس ُزوَّدها بالحبِّ باريها
العيبُ في هَذَرٍ صارتْ تهيم ُبه ... أقلامُ أفئدةٍ تقفو أعاديها
فالقولُ مهزلة ٌوالقصدُ مزبلة .ٌ.. يَقضي على قِيَم ِالإيمان يُرديها
ترى الشُّوَيْعِرَ محموماً بلطْخته ... يُبدي البذاءَة في غَلوائها تِيها
صارَ القريض ُلدى جيل الهوى هذَراً ... فُحشا قبيحا ويُؤذي الضَّاد َيلويها
لكنَّ طائفة التّغريب تمدحُه ... وتُغرق النَّتَّ إطراء ًوتنويها
وهكذا الجيلُ يبقى في سفاهته ... فمن يقوم الى الأمجاد يعليها ؟
إن كان ذو الفِكرِ مطموسا ومُسْتلَباً ... وسيِّد ُالحرفِ في الأقلام غاويها
فكيف تُجلى عن  الأذهان سَفْسَطَة ٌ... دامت ْعلى نُخَب ِالأجيالِ تعميها
آهٍ فقد سكنت في فكرنا عِللٌ ... دكَّت طلائعَنا ، من ذا يداويها ؟
فالغرب ُجرجرنا بالعابثين الى ... قعْرِ الحضارة ِمَنعا ًللعلُا فيها
انظرْ فتلك عيونُ العلم غائرة ٌ... واللغو دَيْدَنُ أقلامٍ تجافيها
فالجنسُ غاية اقوال ٍمبعثرة ٍ... كلُّ النّوادي بوصف الشِّعر ترويها
اين المكارم والأخلاق في هَذَر ٍ... قد بات سيفا على الآمالِ يُرديها ؟
هل غاية النَّفس في آمالها شبَق ٌ... يُحْمِي الغرائز بالآثام يُغريها ؟
هل غاية النّفسِ في أزْرى نَكائبها ... عشقٌ وشوق ٌوذلُّ الدّهر يَطويها ؟
آه ٍعلى اَّمّة دُكَّتْ فما فهمت ْ... شيئا يعيد لها أمجاد ماضيها
آهٍ على امّةٍ تحيا الهوان ولا ... تسعى لتخرُج يوماً من مآسيها
آه ٍعلى امّة باتت مكبَّلة ً... بالمارقين ، فحاميها حراميها
الكون ُيَعجَب من إسفاف نُخبتها ... إذ كيف يهدمُ بيت َالعزِّ بانيها
إنَّا نُكبنا بأحلاسٍ مُغرَّبة ٍ... قد ألَّهوا الغربَ تقليداً وتنويهاَ

"ناي الغروب" بقلم الشاعر كريم لمداغري/ المغرب

 "ناي الغروب"

عابر.. أنا..
هذا الرهان
في هذا الغسق..
على هذا النسق
من الغبن..
و من الجنون ..
و لدي ما يكفي من مِزَقٍ ..
لألملم نزقي ..
و أشرق من ركح..
في مستنقع التيه
حتى آخر العتمة..
قد أغفو قليلا ثم أصحو..
لأعانق هذا السراب
و هذا الرذاذ المالح..
و ألعق صقيع عمر ..
تجذر..
في أحشاء القصيدة..

قد أدنو ..
من دفق شلال نبض..
يئن..
و أناي ..
ناي الغروب..
و صهيل نار الغياب
 قد أشد الرحال للهروب..
إلى عشب يابس تعمد النأي..
من حرّ جذوة السؤال
ثم أشرق..
و ‏يشرق مارد ..
خلف بقايا بتلات..
في زوايا الضلوع..

كهزيم الريح..
قلبي يثرثر.. خلسة..
خلف مسامات الروح
و أناي..
ناي الغروب..
و ضجيج الغياب
عبثا أفتش في الفراغ..
عن ولادة فجر ..
خارج دروب السماء
من تعب..
أصيح  ..
متى يهدأ الليل ..
فأصغي..
لبريد المسافات..
               النائية؟..

 كريم لمداغري/ المغرب

معبدُ النَّدى ..*شعر مصطفى الحاج حسن

 * معبدُ النَّدى ..*

                  شعر : مصطفى الحاج حسين .

قهرِي يمتطي
ظهرِي  
وتتجاوزُني الدُّروبُ 
أقِفُ وَسْطَ اختناقي 
أحدِّقُ في عَمَائي 
وأسألُ مَوتي 
عن منقِذٍ لحياتي 
تأكلُني الليالي 
تشربُني التنهُّداتُ 
ويسترُني الكَفَنُ 
عارياً من ضُحكتي 
حافياً من الجِهاتِ 
وَإسْمي لا يعرفُني 
يَدي رمتني في الرُّكنِ
وَصَفَعَ َقلبي حَنِينيَ
وانكفأ عنِ القَصِيدَةِ 
أتهجَّأُ دمعَتي 
أقرأُ غُصَّتي 
وأفتحُ نافذةَ الغِيابِ 
حيثُ تُطِلُّ الينابيعُ العامرةُ 
والورودُ العابقةُ برائحةِ الأحبَّةِ 
فأمضي مع النَّسمَةِ 
إلى مَعبدِ النَّدى .

                     مصطفى الحاج حسين .
                           إسطنبول

الوُضوءُ بِماءِ المَذَلَّةِ بقلم الشاعر د. د. محمد الإدريسي

 الوُضوءُ بِماءِ المَذَلَّةِ
لَيْسَ لِكُلِّ السُّجونِ البِنايَةُ العَلْياء 
فَكَمْ مَنْ أَوْثَقَ الذُّلُّ نَفْسَ الطُّلَقاء
أمّا قِيمَةُ الكَرامَةِ لا يَعْرِفُها الأذِلاَّء
الحُرِّيَةُ عِزَّةُ النَّفْسِ فَمِنَ الله الحِباء
فَوَراءَ السِّتارِ لا يَنْفَعُ هَديرُ البُكاء
  
جَبانٌ قَدْ يُخِيفُكَ بِجَحْفَل الأُمَراء
لِتَنْبَطِحَ داخِلَ الزَّرِيبَة مَعَ الأحِبّاء 
لِيَرْضُوا عَنْكَ لِتَكُونَ مِن السُّعداء
تَعيشُ تَحْتَ حِذاءِ سُلْطَةِ الرُّؤساء
لا يَقْبَلُ بِدَوام الظُّلْمِ إلاَّ الأغْبِياء
   
مَوْتٌ بِكَرامَةٍ أفْضَلُ مِن ثَرَى الأحْياء   
 الرِّضا بالهَوان أجْداثٌ تَحْتَ الأضْواء
 قُبولُ الضَّيْم عَجْزُ ضَرِعٍ يَخافُ البَلاء
 المُدْمِنُ عَلى الخُضوع لَيْسَ لَهُ الدَّواء
 أضاعَ فِطْرَتَهُ عَلى فُتَات مائِدَةِ العُمَلاء

عاشَ دَهْرًا دُونَ أَنْ يَذُوقَ هِمَّةَ الأعِزَّاء 


عاشَ مُقَصِّرًا في اِنْتِظار إرْشَادَ السُّفَهَاء  
يا عاشِق الخُنوعِ إنِّي أراكَ تَصونُ الدَّاء  
تَتْبَعُ ما أمَرَ بِه الشَّيْطانُ تُحْسِنُ الأدَاء
تُؤَلِّهُ بَشَرًا مِثْلَكَ تَتَناسَى رَبَّ السَّماء

إنْ لَمْ تَكُنْ لَكَ عِزَّةُ لا فائِدَةَ في البَقاء


لا تَظُنَّنَ تَحْتَ أحْذِيَةٍ قَدْ تَطولُ النَّعْماء 
لا تَشْرَبْ مِن غَدِيرٍ إلاَّ بَعْدَ صَفاءِ الماءَ
صِيانَةُ كَرامَةِ المَبادِئِ تُكَلِّفُ الحُرَّ العَناء
في حَرِّ ضَنْكِ الحَياةِ قَلَّ عَدَدُ الأصْدِقاء

 بالخَوْف يَتَخَلَّى عَنْكَ كَثيرٌ مِنَ الزُّمَلاء


إنَّ طَريقَ الذُّلِّ لا تَهْواها نَفْسُ الأجِلاَّء
كَما الوَضِيعُ يَرى نَفْسَهُ في عِزّ الأثْرِياء
و ما أنْتَ إلاَّ ضائِعٌ بَيْنَ الألِفِ و اليَاء
الوُضُوءُ بِماء الذُّلِّ يُبْطِلُ صَلاَةَ الرَّجاء

ما كُنَّا لِنَرِثَ كُلَّ هذَا الضُّعْف عَنِ الآباء


و ما كُنّا لِنَعِيشَ عَلى أمْواجِ بَحْرِ الرِّياء
مِنْ أيْنَ أتَيْتُمْ مَنْ عَلَّمَكُم سُنَنَ العَراء؟
مَنْ قَتَلَ مَنْ جَفَّفَ داخِلَكُمْ دَمَ الحَياء
أنْتُمْ لِأنْفُسِكُم ولِلْمُسْتَقبَلِ شَرُّ الضَّرَاء

جُبْنٌ شِيمَتُكَ تَتَّجِهُ نَحْوَ قِبْلَةِ الأعْداء


لَنْ تَجِدَ في قِبْلَتِهِمِ سِوَى رِيحَ الخَواء
لَنْ يَطْلَعَ العُشْبُ الرَّطْبُ في الخَلاء
لَنْ يَنْجُوَ الظَّالِمُون مِنْ سِهام الدُّعاء
في ساحَةِ الحُرِّيَةِ سَيَكُونُ يَوْمُ اللِّقاء
مارينا بتش – MARINA BEACH 
 25/08/2022

د. محمد الإدريسي

لقاء بعد فراق .. بقلم الشاعرجمال إسماعيل

 لقاء بعد فراق ..
هَلْ يَلْتَقِي الزَّهْرُ 
بَعْدَ البَرْدِ بِالفَنَنِ
فَالحُبُّ يَبْقَى مَعَ الذِّكْرَى
رُغْمَ الفُرَاقِ والمِحَنِ
أَكْتُبُ إِلَيْكِ رِسَالَتِي 
وأَشْوَاقُ القَلْبِ بِآهَاتِهِ 
تُنَاجِي الحَنِيْنَ فِي بُعْدِكِ
فَتُسَافِرُ رُوْحِي إِلَيْكِ
ويُزْهِرُ الوَرْدُ بِالفَنَنِ
الهَوَى بِقُرْبِكِ أُنْشُوْدَتِي
فَأَنْتِ نَجْمَةٌ بِسَمَاءِ حُبِّي
قَدْ أَضَاءَ نُوْرُكِ دَرْبِي
فَعَاشَتْ رُوْحِي فِي الجِنَنِ
آلَافُ الأَحْلَامِ صَاحَبَتْنِي
فِي سِنِيْنِ عُمْرِي 
حَتَّى جَاءَ خَرِيْفِي
وتَسَاقَطَتْ أَوْرَاقِي
أَرَاكِ فيْهَا رَيْحَانَتِي 
فُحُبُّكِ بِجَمَالِهِ
أُنْشُوْدَةُ الحَيَاةِ والسُّنَنِ
كَيْفَ لِي أَنْ أَنْسَى حُبَّكِ
فَحُبُّكِ هُوَ قِصَّتِي
الَّتِي عِشْتُهَا
فِي زَهْوَةِ الشَّبَابِ
وهُوَ يَسْرِي فِي البَدَنِ
لِقَاءٌ بَعْدَ الفُرَاقِ
سَيَجْمَعُ شَمْلَنَا
وتَعُوْدُ أَيَّامُ الخَوَالِي
بِزَهْوَةِ أُنْسِهَا
لِيَحْيَا القَلْبُ مِنْ سُبَاتِهِ
فَهَوَاكِ بِكَمَالِهِ 
هُوَ السَّكِيْنَةُ والسَّكَنِ
بقلمي جمال إسماعيل 
الجمهورية العربية السورية

إبحار في قصيد بقلمي د / نوال حمود استوقفتني قصيدة رائعة بعنوان ""زمن البكاء "" للشاعرة السامقةالأستاذة آمنه محمد علي

 إبحار في قصيد 
    بقلمي د / نوال حمود 
استوقفتني قصيدة رائعة بعنوان ""زمن البكاء "" للشاعرة 
السامقةالأستاذة آمنه محمد علي الأوجلي  من ليبيا الحبيبة وقصيدتها الرائعة ...

""زمن البكاء ""
العنوان : زمن البكاء 
عنوان واسع كبير فضفاض يشمل كل ما للكلمة من أحداث وأوقات؛ نعاني فيه مانعاني وتكاد المآقي لا تجف ...
أن يكون هذا الاسم العظيم(زمن )  معرفا ب (البكاء )....
هي نظرة شمولية متمكنه ترصد الواقع برتوش مما يحيط بحياتنا وإنسانيتنا ...
(زمن البكاء ) ق.ن.ح. قصيدة نثرية حداثية مؤلفة من خمسة مقاطع،  في كل مقطع منها رسمت لنا وجعا قد يكون خاصا ، لكنه في العموم يهيم
مترنحا  ..
في شذرتها الأولى تقول شاعرتنا :
(احتجتك  في زمن البكاء 
والعمر يركض لا رجاء 
والصبر موت )
احتجتك /يا له من فعل صريح وواضح وبلا مواربة تطرق به سمع من أرادت ان توضح له مقدار معاناتها وكأنها تضع كل وازن حمل كاهلها دفعة واحدة بين يديه رغبة منها في التغيير فجاء فعلها متصدرا جملتها الفعلية أملا في قادم افضل ...
وهذا الاحتياج ليس في زمن الرخاء وإنما في (زمن البكاء ) 
في زمن صعب تميز مواقفه الغالي من الرخيص؛ 
زمن ( العمر يركض لا رجاء ) 
هنا انتقلت إلى جملة اسمية تفيد الاستقرار والثبات ..
فالعمريركض، لايتوقف بلاهدف 
و( الصبر موت ) كم هو الوجع الذي يعتمل في نفسها حتى تشبه الصبر بالموت بأدة تشبيه محذوفة ووجه شبه مخفي .. 
وهو تشبيه بلاغي بحت طرزته محبرة الشاعرة باتقان 
وفي شذرتها الثانية تقول : 
(وجعي تمدد ما انطوى 
والليل في جفني ردى 
تاهت خطاك في السراب 
وما دنوت ...) 
تعبير فاق الخيال ( وجعي تمدد ) معاناة بلا حدود واستمرار هذه المعاناة رسمته من خلال مبتدأ جاء خبره فعل ( تمدد ) في زمن ماض مستمر ولا نعلم إلى أين سيصل ...
(والليل في جفني ردى )
وكأنها أرادت إيضاح صورة ( التمدد ) من خلال الاقتباس 
من قوله تعالى في سورة الليل 
أيه ( ١ ) {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى }
شبهت وجعها بظلمة الليل وتمدده كان الليل يغشى المكان بأثره ..
(ما انطوى ) ما نافية ، انطوى 
فعل (فعل: خماسي لازم، متعد بحرف). اِنْطَوى، يَنْطَوي، مصدر اِنْطِواءٌ.
وانطوت القصيدة : اشتملت 
انطوى الثوب : التف على بعضه 
انطوى على نفسه تراجع ..
وبهذا نعلم أن الشاعرة توظف كلمتها بكل حرفية فالذي يتمدد لن يتراجع او ينكمش ..
وللعلم استخدامها لكلمة ( طوي ) لم يكن عبثا، فهي كلمة دالة على فعل  ورمزا للعودة والمتابعة[ يقال أن شمعون وصي عيسى (عليهما السلام ) عندما ذهب إلى قبره لوداعه لم يجده بل وجد منيله مطويا وموضوعا موضع الرأس ففهم أنه عائد ليتم دعوته  ]
  و[نجد هذه العادة في الأماكن الفاخرة حيث يتم تناول الأطعمة ووضع منديل بجانب الشخص لاستخدامه فإن النادل لا يقرب المنديل او يرفعه طالما كان مطويا فهذا دليل عودة الشخص ومتابعته لتناول الطعام...]
وكأن شاعرتنا ترى الموت والسكون من خلال هذا الظلام  
كأنه ردى مطبق عليه جفني الموت ..
( تاهت خطاك في السراب 
وما دنوت )
السراب لا شيء او ما يراه البصر زوغا في الصحراء وعندما نحاول اللحاق به لا نجده وتضيع خطانا معه 
ونبتعد .
في المقطع الثالث تقول : 
(احتجتك في عصف الجراح 
والليل تصفعه الرياح وقوافل 
الأشواق تنشج في دمي 
سوسنة تهفو لحضنك 
كم قسوت 
كم قسوت ) 
هي الحاجة الشديدة للسند والعضد والمنقذ وهذه الحاجة تكون في ذروتها عندما تكثر الجراح ويتخبط من يعيشها 
والتي حولت حياتنا لعصف شديد ...
كعصف الرياح في ليل مدلهم تصفع كل شيء ...
ورغم هذا وذاك العصف والألم والوجع حد التوهان ...
قوافل الأشواق تتحرك في دمي معلنه رغبتي واملي كسوسنة تشتاق حضنك لتشعر بأمان ..لكنك شديد القسوة 
وتتساءل بتكرار بهدف التأكيد 
(كم قسوت  
 كم قسوت)
وهي لا تنتظر الجواب فهذا إحساسها سجلته بنبض الشوق
الشذرة الرابعة تقول شاعرتنا : 
(يا انين قصائدي  يا تميمة 
قدري المعطوب 
في قيظ جحيمك أرتمي 
يغتالني نصل غرورك 
والسكوت ..) 
ياله من وجع حولته لصورة انين في قصائدها وفصلت منه الرجاء لبيان ماحل بها 
بل اكثر من ذلك راته تميمة تقلدتها علها تحميها لقادم 
مهما كان ممزق القدر ...
وهاهي ترتمي بلا مقاومة في حرارة نار التي تلظاها بلا مقاومة بل مستسلمة لاوجاعها بسبب خذلان سندها
ونصل غروره الفتاك في صمته رغم طلبها واحتياجها   
وفي شذرتها الأخيرة تختم قائلة : 
( مرصودة بعينيك أهذي حلما 
مسكونة بحنين الأغنيات 
وأمطار دمع 
استل من شفتيك ذوابة 
ابتسامة 
برجيم غيك مانجوت)

 يا لها من خاتمة سبكتها الشاعرة من احاسيسها وردود فعل ذاك السند او الحبيب اللا مبالية  ...
فتقول مستسلمة لقدرها مرصودة بعينيك والرصد ثقافة وصلت إلينا من الاجيال الغابرة وثقافتهم ان هذا الرصد لصاحبه واسمه  فقط ولن يكون لغيره، وهذا ما جعل الشاعرة تشبه حالها بمن يهذي من الحمى احلاما غير موجودة 
(مسكونه ) تعيش داخلها كائنات غريبة  تمثل الحنين في الالحان الاغاني الشجنه 
ودمع منهمر كانه وابل مطر تساقط على (ذؤابة ) وهو ما كان من الشعر على الجبين في مقدم الرأس.  
لكنها وبمفارقة عجيبة وضعت تلك الذؤابة ابتسامة على شفتي الحبيب 
وهذا بفعل ( رجيم ) شيطان مطرود من الرحمة ..
( غيك ) كذبك واحتيالك 
فكان هذا سبب مانحن به وعدم النجاة ......
ملاحظة : 
رغم العاناة والالم والوصف الذي اتقنته الشاعرة لنعيش معها اللحظة 
نجد الامل متسللا بين جمله كبيارق نور ترشد وتداوي ..
ابدعت شاعرتنا واجدت وكان لوقع إبداعك الكثير من الدهشة والمفارقة ...
لن نلجأ للإحصاء كما نصنا اديبنا الكبير شوقي ضيف 
بل سنكتفي لأنك قدمت من البيان والجمل الفعلية المتغيرة والاسمية المستقرة ومتمماتها بديع البيان لدرجة عشنا بها معك ..
ملاحظة : 
القدر لا يظلم  فهو مخطوط من نور وسندس وبتدبير العزيز الحكيم ...
نحن من نخطيء ونتوه عن تسيير أمورنا ...
ولتكن الرياح في خدمة سفننا وكما يشتهي الربان 
محبتي ومودتي شاعرتنا 
بقلمي عشتاار سوريا 
د/ نوال علي حمود 
______////______////____

قصيدة الشاعرة 
آمنه محمد علي الأوجلي 
من ليبيا / بنغازي 
"زمن البكاء"

احتجتك في زمن البكاء
والعمر يركض لا رجاء
والصبر موت

وجعي تمدد ما انطوى
والليل في جفني ردى
تاهت خطاك في السراب
وما دنوت

احتجتك في عصف الجراح
والليل تصفعه الرياح وقوافل  
الاشواق تنشج في دمي
سوسنة تهفو لحضنك 
  كم قسوت 
كم قسوت 

يا أنين قصائدي يا تميمة
قدري المعطوب
في قيظ جحيمك أرتمي
يغتالني  نصل غرورك
والسكوت

مرصودة بعينيك اهذي
حلما
مسكونة بحنين الاغنيات
وامطار دمع 
استل من شفتيك ذؤابة 
ابتسامة
برجيم غيك ما نجوت. 
برجيم غيك ما نجوت.
 
آمنة محمد علي الأوجلي.
بنغازي /ليبيا.

(عَالَمُ النُّور) بقلم الشاعر محمود شيخ صالح

 (عَالَمُ النُّور)
الآنَ أَحمِلُ مِصباحِيْ  وأَنْطَلِقُ
حَيْثُ الظَّلامُ بنورِ الفَجْرِ يَحْتَرِقُ
أُمزِّق العتْم  ، أَمْضِي دونَما قَلَقٍ
ويَقْهَرُ  الَّليلَ في طيَّاتهِ القَلقُ
 يُبْدِي الغُروبُ طريقاً شَائِكاً وَعِراً
من ضيقِ مَسْلَكِهِ قد تُفتحُ الطُّرُقُ
نحوَ الصَّباحِ يُزِيحُ الهمَّ لي أَمَلٌ
تَصْفُو  البَصَائِرُ والأَرْوَاحُ والحَدَقُ
صوتُ الأذانِ تُنَاجِي الرُّوحَ نَغْمَتُهُ
مِن الحِجَازِ وَيَسْقِي أرْضَهَا  غَدَقُ
فَيْرُوزُ تَشْدُو: نِدَاءُ  الدِّيكِ صَاحَ بِهِ
ليبعثَ البِشْرَ فِي أَذْهَانِ مَنْ صَدَقُوا
لِلخُبزِ رائحةٌ في الجوِّ فائِحَةٌ
في القلبِ سائِحَةٌ للعقلِ تَسْتَرِقُ
نشوانَ يَمضِي إِلَى  ذكرى مُعَتَّقَةٍ
من  البواكيرِ حيثُ الفَجرُ يَنْفَلِقُ
قَدْ نادَمتْهُ عَصَافِيرٌ  مُغَرِّدَةٌ
وَبَادَلَتْهُ كُؤُوسَاً مَا بِهَا نَزَقُ
تَصْحُو تُزَقْزِقُ والآمالُ نَائِمةٌ
تؤمِّلُ النَّاسَ أنْ يسعوا ليرتَزِقُوا
تَفَتَّقَ النُّورُ مِنْ أَعْمَاقِ ظُلْمَتِنَا
وَلِلنَّوَائِبِ بابٌ سوفَ يَنْغَلِقُ
وَلِلنَّسِيمِ حديثٌ لا حروفَ لَهُ
واليَاسَمِينُ لَهُ قَدْ بَاحَ وَالحَبَقُ
ويُرسَمُ الليلُ  أحلاماً  مُنَمَّقَةً
مَنْ جَدَّ بالفَجرِ في تَحْقِيقِها يَثِقُ
تَبَخْتَرَ السَّعدُ في أحداثِ قِصّتِهَا
جَرَّ الذّيولَ وَخَيْطُ الشَّمْسِ يَسْتَرقُ
مِنْ عَالَمِ النُّورِ  مِنْ نُوَّارةٍ قُبلاً
كَالنَّحلِ يَرْشُفُ أَزْهَاراً وَيَنْتَشِقُ
هذا الربيعُ  وذي الأشجارُ لابسةٌ
ثوبَ الزِّفاف وهذا الزهرُ والورقُ
النُّورُ يعشقُ والنَّسْماتُ تَغْبِطُهُ
والزهرُ يعبُق دلَّالاً لمن عَشِقُوا
دُكَّانُ حارتِنا قَدْ عادَ ثانيةً
ووجهُ خُضرتهِ الوضَّاحُ يأتلِقُ
إنّ الشَّآمَ بخدِّ الياسمينِ بَدَتْ
زانَ الزهورَ على شُرْفَاتِها النَّسَقُ
بوَّابةَ العِلْمِ فلتبقي مُباركةً
وأنتِ للفنِّ للإبداعِ مُنْطَلَقُ
               محمود شيخ صالح

شرانق التوت بقلم الراقي عبد العزيز بشارات

 شرانقَ التّوت . ____________ طويتُ صفحةً مُن هزيع السّراب. قلَّبتُها بحِكمة جُندُبٍ يُعاركُ خيوطَ العنكبوت .. تماوجت مُتعرجةً مع وهج شُعاع....