"نُورُ الأَمَلِ فِي ظُلُمَاتِ الأَلَمِ"
يَا مُحَمَّدُ، يَا نَجْمًا فِي سَمَاءِ مُظْلِمَةٍ،
تَتَعَاقَبُ الأَعْيَادُ، وَالأَحْزَانُ تُسْدِلُ سَتَائِرَهَا.
فِي زَوَايَا الْوَطَنِ الْجَرِيحِ، أَنِينٌ يَشْتَكِي،
وَأَحْلَامُ الْأَيْتَامِ تَذْوِي كَزُهُورِ الشِّتَاءِ.
تَحْتَ أَضْوَاءِ الْفَرَحِ، قُلُوبٌ تَبْكِي،
وَآهَاتُ الْمَظْلُومِينَ تَعْلُو كَصَرْخَةٍ،
يَرْقُصُ الْأَبْرِيَاءُ عَلَى أَنْغَامِ الْحُزْنِ،
بَيْنَمَا الْجِرَاحَاتُ تَزْدَادُ عُمُقًا.
أَيْنَ صَوْتُ الْحَقِّ فِي لَيْلٍ سَاكِنٍ؟
وَأَيْنَ ضَوْءُ الْعَدْلِ فِي عَالَمٍ مُظْلِمٍ؟
أَطْفَالٌ يَلْهُونَ، وَهُمْ يَحْمِلُونَ هُمُومًا،
بَيْنَمَا الأُمَّهَاتُ يَذْرِفْنَ الدُّمُوعَ.
يَا مَنْ جِئْتَ بِالرَّحْمَةِ وَالنُّورِ،
أَعِدْ لَنَا ذِكْرَاكَ فِي هَذَا الزَّمَنِ الْقَسْوَةِ.
نَحْنُ هُنَا، نَحْمِلُ مَشَاعِلَ الأَمَلِ،
لِنُضِيءَ دُرُوبَ الْحَقِّ الْمُظْلِمَةِ.
سَنَزْرَعُ بُذُورَ الأَمَلِ فِي أَرْضِ الْمِحَنِ،
وَنَنْسُجُ مِنْ صَبْرِنَا قَصَائِدَ النَّصْرِ.
فَكُلُّ دَمْعَةٍ تَسْقُطُ عَلَى أَرْضِ الْوَطَنِ،
تُرَوِّي شَجَرَةَ أَمَلٍ سَتُثْمِرُ.
لَنْ نَتَرَاجَعَ، سَنُوَاصِلُ السَّيْرَ،
نُعِيدُ الْحَيَاةَ إِلَى كُلِّ قَلْبٍ حَزِينٍ.
فَفِي كُلِّ جُرْحٍ يَنْزِفُ،
تَنْمو قُوَّةٌ جَدِيدَةٌ، وَرُوحٌ لَا تَمُوتُ.
يَا مُحَمَّدُ، يَا رَمْزَ الْفِدَاءِ،
سَتَبْقَى فِي قُلُوبِنَا، مَهْمَا طَالَ الزَّمَانُ.
فَالْحُبُّ الَّذِي غَرَسْتَهُ فِي النُّفُوسِ،
سَيَبْقَى نُورًا يُضِيءُ الدُّرُوبَ.
- الأثوري محمد عبدالمجيد. 14/9/2024