بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 1 مايو 2024

آخر أيام ابريل بقلم الراقية منى الخليفي

 نثرية------------‐-‐----------------------


آخرُ أيامِ آبريلْ****

 

سِربُ البَجعات ِ

يتجهُ شمالاً 

يغنيِ لِ اللَّيلِ و النجماتْ ...

يفورُ النسغُ سِرّاً 

في مَمَرِه ِالسِّحْرِيّ 

فُقاعاتٍ فُقاعاتٍ ....

بتلاتُ النرجسِ تتعانقُ برِفقْ ، تترنحُ ،ترفرفْ..

نجمةٌ قطبية ٌترسمُ الأُفقَ للشرفات..

 إلي أينْ ؟؟

يا قمرِي الأسمرْ متى تُشرقْ ؟؟


في حديقتي السِّريةْ، 

ينتشرُ الظلامُ بسرعة ْ

أتهجأُ الأحرفَ و الكلمات ْ...

أراقصُ بناتَ أفكارِي 

أثوابهَا علبةُ ألوانْ فاخرة

تسبحُ في حقلِ الورود 

فراشات فراشات ..

فكرة جامحة تشرد ...

أمتطي صهوة الخيال أسابقها...

تتأرجحُ شرنقةٌ

و تتهامسُ... 

أطيافُ الحورياتْ ..


نافذتي القمرية ...

وصوتُ الموجِ يتكسّرُ على الشاطئ ألاف المرات...

ألتحفُ الليّل الرقيق.. ثوبا يتلألأ.

أُمسكُ عصايا أهشُّ بها قطيع النجمات ....

البحر و السماء قطعة واحدة، يدّا بيد ،

نسمةٌ باردةٌ تلفحني..

و عيناكَ نجمتان قطبيتان ..

اللؤلؤة في جوف القوقعة . ..

 أُخبئهاَ ...أذكرُهَا سرًّا 

كلما رأيتهاتُبهرني دائما ،كأنها أولُ مرّة 

كلهفة عشقٍ أُولى،  

كحريقِ أوّلِ نظرة ....

هذه الليّلةُ الحالمة، عبقريةُ الوجودْ ..

تغويني بهذا الصرح الأبدّي ..

شغفي الذي لا أنتهي منه أبدا !!


في تحليقها المُضيئ

تلك الطيور المهاجرة تغني . ..

صوتها يُحيرني 

لماذا ترحلين يا صديقتي ؟!

أطالَ عليك آبرِيلْ 

إبقيّ هُنَا قليلاً مازال الهواء طريًا ،

قطراتُ الندّى على بتلاتِ النرجس ...

تلك العصافيرُ تسافرُ في طريقهَا الطويل ،

مثلما يعرفُ النهرُ تفاصيلَ مجراه ..

نبضٌ أشبهُ بنَغمٍ بارع ..

يالَ حنينِ الأشجار! 

تَنضّمُ إلى جوقة الطيور 

في غمّرةِ حُبٍّ كبيرة ....

ِ

الفجرُ بكل جرأته 

يُفاجئ الجميع 

 بكل إصرار واثقًا من نفسه

يأتي حاسمًا 

و حيدًا ،مَهيبًا

يهاجمُ الليل ببسالة 

يدهشني أملهُ 

لا يترك مجالاً للشّك 

ضاحكًا من هواجسي 

و اللوّنُ الأخضرُ يلتهمُ المشهد ،

في لوحتي ...

يغدقُ على الحقولِ عنفوانهْ ، 

قادرٌ على تلوينِ حلمٍ لِي !!


30,آبريل 2024


**الأستاذة منى الخليفي تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

دنياكم بقلم الراقي خالد اسماعيل عطا الله

 دُنياكُمُ     دُنياكُمُ تَبدو كمِثلِ جميلةٍ الواهمونَ يَرونَها تَتَبَسَّمُ فإذا تَقَرَّبَ بعضُنا في أُنسِها وَجَدَ السّرابَ مُخادِع...