(( قادم هو النّصر ))
ها نحن الأمواتُ،
لازلنا نُرزق
و إن قتّلونا
و إن أحرقونا سنصمُت
ما أرواحنا بعدُ لم تُزهق
سندسُّ رؤوسنا تحت اللّحاف
كأنّ شيئا لم يحدُث
و سننتظرُ بُرقة ضوء
أو ضربة حظّ
من السّماء، بلا عناء
لعلّها دوننا تُشرق
حينها، سنهتف
كما لو أنّنا من قبلُ لم نهتف
سنعلنها تعبئة
و سنكتسح الشّوارع بل أعمق
كلّ السّفارات سنُغلق
و على العدوّ سنبصُق
و سندوس بنعالنا،
تلك النّجمة بعد أن تُحرق
آه ! كم أنعى عروبة
بالأمس كانت في العلا تٌحلّق
فأضحت اليوم
في الوحل تنفق
آه! كم عليها ،
و على نفسي أشفق
واهم من ظنّ أنّ النّصر
من واهن العظم يُخلق
أ لا إنّ النّصر ،
من رحم الصّمود يعبق
ما كان مِنّة علينا قد تُغدق
فناموا و لا ترهقوا أنفسكم
كما احترق أهلونا،
و ربّ الكعبة سنُحرق
محكومون نحن و لا حكم لنا
نطيع الله،
و أولي أمرنا متى صدقوا
و ريْبُنا فيهم أصدق
لا رشّاش لنا و لا بندقيّة
حتّى المعبر أغلقوا
و ليشهد علينا الرّبُّ،
ما كحّل النّومُ جفوننا قطّ
حبّرنا ...
و ها السّاعة في حبرنا نغرقُ
لأجلك غ.ز.ة،
ما بوسعنا نُهرقُ
قادم هو النّصر
قسما لن نركن لهم،
ما لم نر شمسك تُشرقُ
ابن الخضراء
الأستاذ داود بوحوش
الجمهورية التونسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .