قصيدة
(مُراعاة شعور الآخرين مُروءة!)
شعر / أحمد علي سليمان عبد الرحيم
ديوان: (السليمانيات) & جزء: (اللهم تقبل مني شعري!)
موقع: (الديوان) & موقع: (عالم الأدب) & موقع: (الشعر والشعراء) & موقع: (أدب – الموسوعة العالمية) & موقع: (كتوباتي) & مكتبة: (نور) & موقع: (التبراة)
(إنا لله وإنا إليه راجعون! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! ببالغ الحزن والأسى أنعي وأبكي المروءة والشهامة التي انمحت معالمهما من القلوب والضمائر! عليه العوض ومنه العوض! ماتت في قلوب كثير من الناس اليوم معاني النجدة والمروءة والنخوة والأريحية والشهامة! لم يعد هناك خلق اسمه مراعاة مشاعر الآخرين! نجاحُ ابنتك يا هذا ونجاح ابنك يا هذه ، لا يعني التشمت فيمن رسبت ابنتها أو رسب ولده! لا يعني الزغاريد من الشرفات ووضع الزينات وكتابة التبريكات ، والمبالغة فيها على صفحات الجرائد والمجلات والفيس بك والتويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي! لا يعني توزيع الحلوى والبارد والعصير على القاصي والداني! لماذا تتعمدون يا هؤلاء كسرَ شعور الآخرين من حولكم؟! إن مراعاة مشاعر الناس وأحاسيسهم مما يزيد في الود والمحبة ، ويؤلف بين قلوب أفراد المجتمع ، وقد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم الكثير من المبادئ والآداب التي نُرَاعِي من خلالها صيانة مشاعر الناس ومراعاة أحاسيسهم ، وذلك لأن جرح الجسد يظهر أثره فوراً وبشكل واضح على الإنسان ، لكنّ جرح المشاعر يكون في النفس بعيداً عن المشاهدة والعيان ، وهو أشد إيلاماً وأقسى وقعاً! إن ديننا الإسلامي الحنيف دين قامت دعائمه الأولى على أساس أخلاقي قويم ؛ بل إن الهدف الأول والأسمى من دعوة محمدٍ – صلى الله عليه وسلم - هو تتميم ذلك البنيان ، وترسيخ ذلك الأساس والسمو به إلى ذروة تمامه وكماله ، قال – صلى الله عليه وسلم -: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". ووصف الله نبيه الكريم بالخلق العظيم فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.)
افرحْ ، وراع شعورَ قوم جُندلوا
وبكل ألوان المُكابدة ابتُلوا
والوجْدُ حطمَ بأسَهم بضراوةٍ
وطغى عليهم حُزنُهم ، فترهلوا
والكربُ غالبَهم ، فأوهى عزمَهم
ومُصابُهم غالى ، فلم يتحمّلوا
وطوتْهمُ الآلامُ هم شُغِلوا بها
أبئسْ بعبدٍ – بالدغاول - يُشغل
وأتتْهمُ المِحنُ العتية تجتني
أفراحَهم ، يا ليتها تتحول
عدِموا الذي يأسى على أحوالهم
من أجل ذلك في المصيبة جُندلوا
ماذا عليك إذا حزنت لحزنهم؟
وأراك هذا النقدَ لا تتقبّل
أوَلست (خالاً)؟ أم أنا مُتخرّصٌ؟
الخالُ يأتي ما يَعيبُ ويُثقل؟
الخالُ لا يأسى على ابن أخيّةٍ؟
هل مثْلُ هذا – يا أماجدُ – يُعقل؟
الخالُ يفرحُ بابنه متبختراً
وابنُ الأخيّة في الحُزون مُكبل؟
هذي مفارقة عجيبٌ وصفها
فيها يَحارُ المرءُ ماذا يفعل؟
هل هذه حقاً تقاليدُ الألى
بدأوا المسار ، وحسّنوهُ وأكملوا؟
حاشاهمُ ، الأخلاقُ كانت سَمتَهم
هم – واسعاً – في كل حُسْنى عجّلوا
راعَوْا شعوا الآخرين ، وأحسنوا
ولذروة القِيَم العِظام توصّلوا
أهلُ المروءة لا تسلْ عن دأبهم
والنذلُ – عن إسفافه – لا يُسأل
فالبذلُ طبعٌ ، والشعورُ سَجيّة
والنذلُ مهما حاز لا ، لا يبذل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .