هنا تظل الأحـلام مشتـعلة ..
تومــض في القــلب فتـيـل الحـب المتجدد ..
وتسيل الحــبر لقـصــائد أخـرى ..
الكلمات فيـها أسنان والحـروف ألسـن ..
هـذا يمضـغ .. والآخـر يلـوك ..
.. ما هـذا يا تـرى ؟.. زهــرة في قلب نخـلة ؟! ..
أم ذهبت الذاكـرة بعيـدا ..
بـل امـرأة عتيدة في فضاءات تسبح دونما بوصلـة ..
لا نجـاة لها سوى ابتهال الصيادين في تضــرع لسيد الماء
بأن يقرّب الأسماك مـن أضوائهم ..
ثم يؤدون وهم في رحاب البحـر
صلوات كعيني الحـوريـة السحـريـة
ذات العينـين البئـريتـين ..
العبقـتـين بفـرح الفـصول ..
ينام في حضـنها مودعا حزن القـرون ..
.. هناك فقـط يرقد في مراح سفينة الأمان الدائم ..
يرفل في أحـلامه اللامتناهية ..
لا يصحو إلا على كلمة .. أحبك ..
ويبلغ الهذيـان ذروته ..
فتطـفو الأسـئلة مضمّخـة بتساؤلات
تنهمر دون سـد أو حاجز حجر ..
المرأة كانت ومازالت وستبقى سـر الأسئلة ..
وهل يخـلو سؤال من امـرأة ؟..
بل وهل تخـلو امـرأة من سـؤال ؟
.. إنما هي سـؤال بحالـه ..
سؤال لا جواب له ولا مرد ..
حتى تلك التي تغــزو الفـؤاد
وتستقــر في الوجـدان وتؤنس الجـنان .. ي
ظـل سؤالها بداخلها ..
يجمّلها في كـل لحـظة عشـق
وهـمسة حب ونبـضـة شـوق ..
ثميقـع في المحـظور ..
فيتوقـف عن هـذه الأسـئلة
ويضـع تحـتها خطا أحمر ..
فيحيل السـؤال إلى صـديقـه الـوفي ..
ثـم إلى السـماء ..الأنهـار .. الماء .. الأيـام ..
ثم يصـل إلى الأسـئلة التي تنبعث منـه وعـنه
من .. وأين .. كيف .. ومتى .. حتى يصل الهذيان ذروته ..
فلا تجد إلا أسماء وأحداثا وصفات وأرقاما
وكلمات بعضها كالكلمات ..
وتكون هذه خاتمــة الأسئلة ..
تلك التي خامرته في لحظة الهذيان ..
تلك اللحظة التي يتاح فيها الإفصاح
عما هو متاح وغير متاح .. مباح وغير مباح ..
فليس الهذيان يأتي من الخارج ..
بل هو إفصاح عما بالداخل ..
فيكون هذيان الأســئلة هو العنوان.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عمــر عبــود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .