أنا و الدّهرُ / الشّاعر السوري فؤاد زاديكى
يا دَهْرُ ما لَكَ بالمتَاعِبِ مُنْذِرَا ... قد صارً وجهُكَ مِنْ حَيائِهِ مُقْفَرَا
تَقْلِيبُكَ الأحوالَ أصبحَ دائِمًا ... إذْ شاءَ يُفصِحُ عَنْ جَفائِهِ مُخْبِرَا
لا لستُ أهجرُ مَنْعَتي مُتَأثِّرًا ... بِضُغُوطِ قَهْرِكَ بل سأفتَحُ مَعْبَرَا
يَصِلُ الحياةَ بما يجودُ عطاؤهَا ... هِيَ أُمُّنَا أوْدَعْتُ ذلكَ مَحْضَرَا
عَقْلِيَّتِي ليستْ تُوافِقُ ما أرَى ... سِعَةُ اطِّلاعي صَيّرَتْنِي أكْبَرَا
حَسَنٌ بِشِعري والشّعورِ بما الرّؤى ... نَضَحَتْ غَزَارَتُهَا تُوَلِّدُ مُبْهِرَا
أسْتَوعِبُ الأحداثَ عندَ حُدُوثِهَا ... بِتَعَقُّلٍ والفِكرُ يَعمَلُ مَخْبَرَا
لِأُعايِنَ الأسبابَ حيثُ تأمُّلٌ ... للعُمقِ يَعبُرُ كي يُحَقِّقَ مُثْمِرَا
يا دَهرُ لستَ بِغالِبٍ فأنا بِمَنْ ... مَنَحَ البصيرةَ مُؤمِنٌ لَنْ يُقْهَرَا
مُتَأثِّرٌ لكنّ ذلكَ ما لهُ ... أثَرٌ بِسَلْبِيّاتِهِ كَي تُبْصِرَا
إنّ الحياةَ على رجاءِ قِيامَةٍ ... كتَبَتْ نُصُوصَها أحْرُفًا لَنْ تُهْدَرَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .