بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022

يا طيور الخميلِ) ـ (محمد رشاد محمود)

 (يا طيور الخميلِ) ـ (محمد رشاد محمود)
في ديسمبر من عام 1983 زَجَّتْ بي تَقَلُّباتُ الحياةِ إلى أن أقيمَ في منطقة (تل المنطح) بـ (الكرامة) في الأردن ، وقادني التجوالُ بها ذاتَ يَومٍ إلى جَنَّةٍ حاليةٍ يداعبُ نسيمُها أوراقَها الوارِفَة وتَتَأوَّبُ الطير شادِيَةً على أفنانها مُيَمِّمَةً شطرَ عَينٍ تومِضُ الشمسُ ضاحِكَةً فوقها من بعيد ، فكانت هذه القصيدة :
هَـــدْهَــــدَ الكَـــونُ مُـقـلَـتَيـهِ فَحيِّي
طَلـعَةَ الفَجْـــرِ يا طُيــورَ الخَميـــــلِ
والثُــمي الشَّــمــسَ بالجَناحَيْنِ إمَّــا
دَغــدَغَ النُّــورُ رائِــقَ السَّـلـسَبــيــلِ
واصدَحِي في الفَضَـاءِ غَـيـرَ شَـوَاكٍ
جَوقَةَ الصَّيــدِ أو عُبــوسَ الهُــجولِ
حَيــْــثُ يَــمَّـمْتِ مَنـهَــــــلٌ ومَساغٌ
ومَــرَاحٌ وراءَ كُـــَـــــــلِّ سَبــيـــــــلِ
دونَـــكِ الـزَّهْــــرَ مُرسِلاتٍ شَذاهـــا 
دونَــكِ الخِصْبَ في الرُّبـا والـحُقولِ
إنْ يَــــــكُ اليَــــومُ ماضِيًـا فَلِمـــاذا
خِيفَـةُ اليَـــومِ مِـنْ غَــــدٍ مُستَحيـلِ
أو يَـــــكُ الغَيْـــــبُ مُوجعًـا فَعــلامَ
بَيـــعَـــةُ الأَيـــنِ لِلـــغَـدِ المَجهُـــولِ
فاملَئي النَّـــفـسَ غِبــطَةً وانْشِـراحًا
وانْشلِي الـذِّهـنَ مِنْ عَمَــاءِ الذُّهـولِ
اشْــدِ هَــوْنًـا فَلَـيسَ يا طَيــرُ يَـرْوِي
غُلَّــــةَ القَلـــبِ غَيـْـــرُ فَنٍّ جَميــــلِ
فُكِّـــي بالـحَــــوْمِ والغِـنَــــاءِ إسارِي
مِقْـــوَلًا بــحَّ في لَهَــــــأةِ كَلــيــــــلِ
إنَّمَــــأ العَيــْـشُ مَـنـْـزعٌ وإسَـارُ الــ
ـــقَلـبِ أقْسَـــــى مَطَــارِحِ التَّكبيــلِ
طَيـرُ يَــــا طَيْــرُ لا عَدِمتُ خيَـــــالًا
مِنـكِ في الرَّوْضِ والرُّبـا والسُّهــولِ
يـَــا بَنـَـــاتِ الأثيـــرِ أنتُـــنَّ لَحْــــنٌ
ساقَـــهُ الشَّوْقُ والهَــــــوَى لِلـمثـولِ
فـــأسِــفِّــي وحَلِّــــقي واستَــمِـيلـي
مُوجَـــعَ النَّـفْـسِ بالأسَى والعَويـــلِ
وانْثُـري الـطَّـلَّ عَنْ رِياشِـكِ وارمي
بالجَنَـاحَيْـنِ في الهَـــــواءِ الحَمــولِ
واتْبَــــعِي خَفقَــــةَ الـشِّراعِ بِخَــفْقٍ
مِنْ جَنَــاحَيـْكِ فيـــهِ رَوْحُ الـعَلــيلِ
واشرَبـِـي خَمــرَةَ الأصيــلِ وصُبِّـي
في حَنَـــايا الفُــؤادِ معنَى الأصيـــلِ
فِيــــهِ تَنـْـــداحُ دائِـــــرَاتُ الأمانــي
كَـــرُؤاهــــا علَى الغَديــرِ الصَّقيـــلِ
مِـلءُ سَمْعي ومِحْجَري وجَنَــــــانِي
ولَــهَـــــاتِي ورُوعِــــيَ الــمَتـبــــولِ
(محمد رشاد محمود)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

طوفان الأبطال بقلم الراقي صالح الكندي

 طوفان الأبطال       ألا فلسطينُ إليكِ قراري  حقد الطغاةِ يزيدُ من إصراري في أنْ أجاهدَ كالصّقورِ وإنني في غزة الأحرارِ كالثّوارِ أبناءُ عمي...