الغُرْبَةُ داخِلَ الأوْطان
الغَرِيبُ داخِلَ بَلَدِه أُلْبِسَ الأشْجان
فالعَزِيزُ يَعِيشُ حَرَّ فُقْدانِ الاطْمِئْنان
نَفْسٌ تَعِيشُ دَهْرًا عَلى أوْتار الأحْزان
قَلْبٌ سَكَبَ دُموعًا عَلى حالِ الأوْطان
قالَ لِنَفْسٍ ألاَ فاسْكُتِي ما لَون الأكْفان
أيُّها الرَّاكِبُ نَحْنُ هُنا رَغْمَ مُرّ الحِرْمان
عِيشَةُ البُؤْسِ غَرِيبٌ تَحْتَ نُجومِ البُهْتان
في السَّرّاء والضَّراء أَبَدًا لَنْ نُغادِرَ البُلْدان
تَقْبِيلُ أرْضَ الأجْدادِ وحُرْمَةَ قُدْس المَكان
فِي هؤلاء أيُّها الَأمَلُ مَن عَرَفَ لَوْعَةَ الزَّمان
التَّهْجِيرُ والسَّجْنُ طالَتْ جُروحُ الشُّجْعان
في التَّغَرُّب مذَلَّةٌ كَفانَا البَحْثُ عَنِ الهَوان
وعلَى قارِبِ النَّجاةِ قَدْ يُفَاجِئُكَ الفَيَضَان
قَوارِبُ المَوْتِ فِي اِنْتِظارِ إبْحارِها الحِيتان
لا اِكْتِراث يُرادُ لِلْأَمْر أنْ يَمُرَّ طَيَّ الكِتْمان
اِشْتَدَّتْ الفاقَةُ تَطْوِيقٌ مِنْ قُوَّةِ الخِذْلان
الصُّدْفَةُ عَلى غَيْرِ مَوْعِدٍ بِبَيْتِ الجِيران
مَنْ قَسَتْ عَلَيْهِ الدِّيارُ سَهَا عَنِ العُنْوان
بَيْنَ البَقاءِ والهِجْرَةِ ضاعَ حُلْمُ الفِتْيان
يُرْعى نُجُومَ اللَّيْلِ حَيْثُ المَرْءُ السَّهْران
سالَتْ دُموعُ العُيونِ عِنْدما قُرِحَ الجَنان
مُطارَدَةُ الأنامَ كَأَنَّهُم مِنْ صِنْف الجُرْدان
قِيادَةُ جَرِيرَةَ تَجْفِيفِ الثَّدْيَ مِنَ الألْبان
بائِعُ الرِّيحِ يَرْشُقُ العِبادَ بِسَهْم الطُّغْيان
أُحِبُّكِ وَطَني مَدَحْتُكِ بالبَلاغَة والبَيان
ولَّى زَمَنُ الحِشْمَةِ هَجْرٌ لِرِداء القُفْطان
هذا عَصْرُ الهالُوِين طُقُوسُ هَوَى الفَتَّان
تَنَكَّرَ الشُّيُوخُ والفُقَهاءُ بِأَقْنِعَة السُّلْطان
العُقولُ المُجَمَّدَةُ تُرَدِّدُ نَغَماتِ الهَذَيان
وما عِيدُ المَوْلِدِ النَّبَوِي إلاَّ بِدْعَةَ الإنْسان
تَجَمَّعَ سِرْبٌ من الكائِنات حَوْلَ العُرْيان
في فَضاءِ ساحاتِ الموبِقات يَعُمُّ الفَلَتان
حذارِ حَذَارِ مِنْ صَمْتٍ بَعْدَهُ لَعْنَةُ الطُّوفان
يَطْفُو عَلى السَّطْحِ تَدْفَعُ بِه أَمْواجُ العِصْيان
يَأْتِي الطَّاغِيَةُ مُبَلَّلاً نادِمًا يَجُرُّ لَعْنَةَ الرَّحْمان
تُلاحِقُهُ تُحاصِرُهُ أدْعِيَةُ المَظْلومِ العَطْشان
قَرَأْتُ فَلْسَفَةَ التَّارِيخِ لَعَلِّي أفْهَمُ العُرْبان
وَصَلَتْ بِنا الدَّنِيَّةُ الاحْتِفالَ بِعِيد الشَّيْطان
أحْسَنُ الظُّرُوفِ نَقْرَاُ على المَوْتى القُرْآن
تَمَّ تَغْيِيبُ اللُّبّ هذا عَصْرٌ يُشِيبُ الوِلْدان
عَصْرٌ قَلَّ فِيه الرِّجالُ تَمَّ تَغْيِيبُ الفُرسان
تَمَّ اِغْتِيالُ الوَفَاءَ و الأعْداءُ هُمُ الإخْوان
القَسْوَةُ حَلَّتْ قَطَعَتْ كُلَّ أواصِلِ الحَنان
زَرَعَ الاسْتِعمارُ كِيانًا بَيْنَنا كَداءِ السَّرَطان
تَنْكِيلٌ بالعَجَزَة بالنِّساء و خَاصّة الشُّبّان
عادَتْ بِنا الأيَّامُ إلى عَهْدِ العَبِيدِ والأعْيان
إلى ماضٍ سَحِيقٍ كانَتْ تُعْبَدُ فيه الأوْثان
زَعِيمٌ مِنْ وَرَقٍ يُنَفِّذُ أوامِرَ المُحْتَلِّ الجَبان
لا صَوْتٌ فَوْقَهُم لِمَ الحُكومَةُ لِمَ البَرْلَمان
خَفافيشُ المُسْتَبِدِّ تَمُصُّ دَمَ الشَّعْبِ المُهان
بِأمْرٍ مِنَ اِستِعْمارٍ مَقِيتٍ في أغْلَب الأحْيان
سَمِعْتُ بِقِمَّةٍ نَظَّمَها أعْضاءُ نادي الشَّبْعان
فَضلاتُ الوَلِيمَةِ الخاصَّةِ تَجاوَزَتْ الأطْنان
الشُّعُوبُ في حالَة إقْتارٍ تَقْتاتُ مِنَ الأعْفان
يا لَيْتَ المَرْءُ يَعْرِفُ مِنْ أيْنَ يَقْتَني النِّسْيان
طنجة 01/11/2022
د. محمد الإدريسي
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الأربعاء، 9 نوفمبر 2022
الغُرْبَةُ داخِلَ الأوْطان .... بقلم الشاعر.د. محمد الإدريسي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
برقي ورعدي بقلم الراقي عامر زردة
برقي ورعدي : أيُّ سِحْرٍ كَسِحْرِ ليلى وحُسْنٍ شابَهَ الحُسْنَ في عُيُون ٍ وقَدِّ أيُّ قلب ٍ شَبيهَ قلبٍ حَنُونٍ يَعْشَقُ اله...
-
مجرّةٌ في العلياءِ: متأنِّقةٌ غصونُ الوردِ لحُلَّتِكَ لابِسة وبوُجدِ عبيرِكِ مرحٌ يترامى المَدى مِحبرةُ الشَّذا بفيضِ حُسنِكِ شَامِسة وي...
-
-- عِتابُ العِتاب -- عتاب العتاب مِنّا لكم ياأهل المحبة والسلام ياساكن الفـؤاد رأفـة لا ت...
-
( سئمنا البوح ) لَكَ الأَيَّــام كَـمْ عَـانَيْـت صَـبْرا وَصَـبْر الشَّـوْق مَبْسِـمهُ كَـئِيب وَمِنْ عَيْنِيِّكَ سَهْم صَاب صَدْرا وَ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .