جــراح قصـــيدة
إلى زميلي المعلـم يوم تقـاعده
10 / 3 / 1997
سَـــــلِمَ المُطَيَّبُ مِنْ حَدِيثِكَ والفَــمُ
والحرْفُ في شَفَةِ اليَرَاع .ِ. وتَسْــلَمُ
سَـــــلِمَ الجبيُن وَقَدْ تَحَدَّرَ كَوْثَـــــراً
أتُرَى تَفِيضُ عَلَى جَبِينـكَ زَمْـــــزَمُ ؟
تَتَوَضَّـــــأُ العَلْـيَاءُ مِنْ سَـــــلْسَـــــالِهِ
هَيْهَــــاتَ يُغْني إنْ أُريـــــق تَيَمُّـــــمُ
يا وَاهِـبَ الأجْيَـــــالِ نَسْـــــغَ فُؤَادِهِ
و الجرْحُ يَقْطُـرُ والشِّـــفَاهُ تَبَسَّــــــمُ
تَسْـقِي لِتَخْضَرَّ الخمَائِلُ في النفوسِ
وَهَكَـــــذَا وَرْدُ الحيـــــــاةِ يُبَرْعِـــــمُ
تَسْـــــقِي وتَبْقَى ظَامِئـاً حَتَّى ارْتَوَى
شِـــــبْلٌ وَ عَرَّدَ في المآسِــــدِ ضَيْغَمُ
أوَ مَا رَأيْتَ الشَّمْسَ تَسْـــــكُبُ ذَوْبَهَا
والجَفْـــــنُ مِنْهَـا راعِـــــشٌ يَتَضَــرَّمُ
وتَشُـــــدُّ في صَمْـــتٍ حِزاماً مُوجِعَاً
أـــــتُرَاهُ يَدْري عَنْ حِزَامِكَ مُتْخَـمُ ؟
ولَئِنْ مَضَى عُمْـــرٌ فَإنَّـــــكَ خَالـــــدٌ
فيمَنْ غَرَسْــتَ ، وَهَلْ يموتُ مُعَلِّمُ ؟
تبْقَى نَشيـداً في الزَّمـــانِ مُقَدَّسَـــــاً
أوْتارُهُ شِــــــرْيانُ قَلْبِــــكَ و الـــــدَّمُ
في صَوْتِـــــكَ الأبَـويِّ دَفْقُ مَواسِــمٍ
إنْ مَوْســـــمٌ أوفى تجـدّد مـوســــمُ
وتضُمُّ عَيْنَـــــاكَ الوُجـــــوهَ مَــــوَدَّةً
وَعَلَى الخَريطَــــةِ راحَــةٌ تَتَرَسَّـــــمُ
والأرْضُ ذَلَّتْ في يَدَيْـــــكَ رَضِيَّــــةً
كُـــــرَةً تَـــــدُورُ رَشِـــــيقَةً تَتَرَنَّـــــمُ
وتَفِيـــــضُ أنْهَـــــارٌ وَ تَزْخَـرُ أبْحُــــرٌ
والرَّاسِيــاتُ تَشَـــــامَخَتْ تَسْـــتَفْهِمُ
وَتَذُوبُ مِنْ وَهْجِ الهَوَى "طبشــورةٌ"
فَنَثَـــارُهَا فَـوقَ الأنَامِـــــل أنْجُــــــمُ
( ( (
أبْشِـــــرْ خَليلَ النُّـــــورِ فَرْعُكُ مُثْمِـرٌ
دَاني القُطُـــــوفِ وَكَمْ يَجُودُ المُنْعِمُ
مِنْ لَوْحِـــــكَ القُدْسِــيِّ تَنْبُـــــعُ أمَّـةٌ
وَعَلَى كِتَابِــــكَ كَمْ تَرَعْــرَعَ مُلْهَـــــمُ
مِنْ مُقْلَتَيْــكَ يُطِــــلُّ ألْفُ مُسَـــــافِر
لِلْمَجْـــــدِ وَالأجْفَـانُ نَشْـــــوَى تَحْلُمُ
مَا كُنْـــتَ في سَـــــقَطِ المَتَاعِ مُتَيَّماً
أبَــــداً لأنَّــكَ بالشُّـــــمُوسِ مُتَيَّـــــمُ
لا تَحْسَـــــبَنَّ الفَقْـــــرَ جُرْحاً مُؤْلِمــاً
إنَّ الشَّـــــهَادَةَ جُرْحُهَـــــا لا يُؤْلِـــــمُ
يُمْنَاكَ مِنْ إرْثِ النُّبُــــوَّةِ أخْصَبَـــــتْ
وَسِـــــوَاكَ عَبْـــــدٌ مَا هَدَاهُ الدِّرْهَــمُ
أُهْديــــكَ مِنْ قَلْبي جِرَاحَ قَصيــــدَةٍ
وَلَرُبَّ جُـــــرْحٍ فَـــــاضَ مِنْهُ البَلْسَـمُ
رضوان الحزواني
مجموعتي على المرفأ
( ( (
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .