بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 20 مارس 2021

رثــــاء أم ❣️ بقلم الأستاذ /رضوان الحزواني

 بمناسبة عيد الأم


❣️رثــــاء أم❣️


بكيْـتُ ، ولــــم أملــكْ عَلَيَّ إبـائيــــا

لَعَمْــــرُكِ ما أرْخَصْــــتُ قبـــلُ بكائيا


بكيتُكِ لا ضعفاً وإنْ أوْهَنَ المُصــابُ

فيـكِ تَجَلُّــــدي ، وأوْهــــى قناتيــــا


ولا من أسىً مُــــرٍّ وإنْ صدّع الأسى

حَنايــــايَ تَصْديعـــــاً وَحَـزَّ فُؤادِيــا


وَلا مِنْ حَذارِ البَيْـــنِ أبْكي وإنْ يَكُنْ

فراقُكِ مَقْضِيّـــــاً ، وَ مَثْواكِِ نائيـــــاً


ولكنَّني أبكي لِعَجْــزي فَما اسْتطعْتُ

رَدَّ جميــــلٍ أوْ أكــــونَ الـمُـفاديـــــا


أمامَ عيونِ القَــــوْمِ أُبــــدِي تَعَزِّيــــاً

وأخلــــو مَعَ الذِّكـــرى فأسْلُو عَزائيا


أُصَعِّدُ آهــــاتي.. وَأشــــياؤُكِ الثّكلَى

تُفَجِّــــرُ مِنْ حَوْلي طُيوفــــاً بَوَاكــيا


لَقَدْ أصْبَحَــــتْ داري بدونِكِ قَفْـــرَةً

وأحْلاميَ الزَّهــــراءُ حِلْــــنَ دَوَاجِيا


أطــــوفُ فَتَعروني لِذِكراكِ رَعْشَــــةٌ

وأذهــــلُ إنْ أبْصَــــرْتُ رُكْنكِ خالـيا


يســـــائلُني الأطفــــالُ عنْـــكِ بلهْفَةٍ

فتشـهَقُ في حَلْقِي الحُروفُ صَوَاديا


أَمَا كنْـــتِ نجْواهُمْ ؟ وكُنْتِ ملاذَهُمْ

إذا أبْصَــــرُوني مُغضَبَاً أوْ مُجَافِيــا؟


تضمّينَهُـمْ حِيْناً فَيَسْــــكُنُ روْعُهُــــمْ

وتَسْــــعَدُ في دفْءِ الجناحِ فراخيــا


ورُحْــــتِ تســوقينَ الحِكاياتِ عَذْبَةً

تُوَشِّــــحُ بالسِّــــحرِ القُرُونَ الخَواليا


فأغفَوْا عَلَى جَرْسِ الحَديثِ سَـعَادَةً

وهَبُّــــوا… فَلَمْ يَلْقَوْا سَـميراً مُنَاجِيا


وَقالُوا : أمَا تَأْتي تُتِـــمُّ حَديثَــــهَــــا

لِنَعْرِفَ مَنْ أرْدى السَّــــعَالي العَوَاتيا


ألا نَلْتَقِي هَذَا المَسَــــاءَ ؟؟ فَأطْبَقَتْ

جُفوني عَلَى جَمْــــرٍ وَأجْهَشَتُ باكيا


كأنّي غَدَوْتُ اليــــومَ طِفْلاً مُفَجَّعَـــاً

بِيُتْــــمٍ فَلَمْ يتْـرُكْ لَهُ المَوْتُ راعِيــــا


( (   (


بِنَفْسِــــيَ إذْ تُسْــــتَلُّ رُوحُــكِ بيْنَنَـا

ويا طالَمَــــا رَفَّــــتْ عَلَيْنَــــا لَياليـــا


أيَنْضُــــبُ مِنْ دُوني حَنَانُــــكِ كلُّـــهُ

وَأبقى مَعَ الكُثْبانِ حَــــرّانَ صَاديـا ؟


تَمُوتُ جُذُوري ؟ آهِ ! مَــاليَ حِيْـلَـــةٌ

أيَدْفَعُ دَمْــــعُ العَجْزِ عَنْكِ العَوادِيا ؟


وَعَيْنَاكِ..لا أَسْــــطيعُ صَوْنَ شــعاعِها

فللّهِ إذْ كانَتْ شُــــمُوســــاً هَوَاديــــا


ويا حَسْـرَتا ! يمُناكِ كيْفَ تَثَـاقَلـَتْ ؟

وأعْجَـزَهَــــا رَدُّ الإشَــــــارَةِ واهِيَــــا


كَأنْ لَمْ تَكُنْ بالأمسِ تَسْــــري أُمُومَةً

تُرَبِّــــتُ أعْطَافي وَ ريـشَ جَناحِيــــا


أَكلَّــتْ ؟ وَكَمْ كانَـتْ تَكِــــدُّ مَتِينَـةً !

لِتَـغْمِــــرَ نُعْمَاهَــــا البِــــلادَ أَيَادِيَــــا


كَأنِّــي أَرَى التَّـنُّـــــور تُــــذكِي أُوَارَهُ

وَقَدْ شــــمَّرَتْ فاشْــــتَدَّ يَزْأَرُ حَامِيَـا


وصَــــالَ بسَــــاحَاتِ الِجهادِ رَغِيفُهـا

يُؤازِرُ أسْــــيافاً ، وَ سُــــمْراً عَوالِيـــا


وجرّتُها تحْــــتَ الرَّصَاصِ تَقَحَّمَـــتْ

ليرتَــــوِيَ الثُّـوّارُ عَذْبَــــاً وَصَافِيَــــا


لَعَمْرُكَ هَذي الشَّمْسُ نَبْضُ سِـــرَاجِهَا

ولولاهُ مَا شِــــمْنـا الصَّــبَاحَ المُفَادِيَـا


وكَمْ لَيْلةٍ عَجْفَـاءَ بَاخَــــتْ نجومُهَــا

ومِغْزَلُهَـــــا بـاتَ الأنيسَ المُواسِــــيا


تُـغَنّيــــهِ آلامَ الشَّــــقَـاءِ شَــــجِيّــــةً

فَيَشْــــدُو مَوَاويلَ السَّـــعَادَةِ راضِيَـا


يَــــدورُ عَلَى وَعْدٍ يُشَــــرْنِقُ قُطْنَــهَا

ويَغْــــزِلُ مِنْ نُـورِ العُيُـــونِ أمَانِيَــــا


لَهُ أخْلَصَــــتْ وُدّاً فَصَــــانَ حَيَاءَهَا

فَمَـا طَرَقَــــتْ باباً أصَــــمَّ المُنَادِيَـــا


( (   (


فَيَا خَوْلَــــةً فِينـا جَهِلْنَــــا مقَامَهَــــا

فَلَمّا قَضَــــتْ هِجْنَـــا عَلَيْها المَراثِيَـا


مَرَرْتِ عَلَى الدُّنْيَــــا شِراعــاً مُسَافِراً

لِيُلْقي بجنَّـاتِ الخُلُــــودِ المَراسِــــيَـا


خَفيفــــاً رَضِيَّـاً مُطْمَئِنّــــاً بِسَـعْيِــــهِ

يُبَايِــــعُ رَبّـاً لا يخيِّــــبُ سَــــاعِيَــــا


لَكِ اللهُ ! حَسْــــبُ الصَّابِرينَ نَعِيْـمُهُ

ويجزيْكِ عَنّا الخيرَ – يا أمُّ – وافِيَا


ومَا مَاتَ مَنْ أفنى صِبــــاهُ مُجَاهِـداً

وخَلَّــــفَ مَنْ يبني الحياةَ مَعَالِيَـــــا


 -----------------

-------------------------------



بقلم/

🌺🌼رضوان الحزواني🌼🌺

1993

من مجموعتي سيدة النخيل

( (   (

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الشرانق بقلم الراقية زهرة بن عزوز

 الشّرانق  طوبى لك أيّتها الشّاعرة قال حطمت تماثيل فرويد وعشتار تقودين المعاني تأسرينها داخل الأشعار تضمحلّ خرساء ثابتة تجلس على ركام الحروف...