أفت المها
افت المها بين الحواجب ابلج
آيات حسن في الجمال مدجج
من كل فاتنة المحاسن ظبية
خطت الرياض بسفح ذات المعرج
رمت الفؤاد مليحة واستنفرت
بسهام لحظ ذات طرف ادعج
ممشوقة رمح الرديني من لها
بين النساء على الوسيعة منتج
تلك التي رفعت الي خمارها
كالنور يشرق من صباح يبلج
تمشي الهوينى تميل من اردافها
وتزيد في سحر الدلال تغنج
عيناها امضى من نصال جردت
في قطع اوردة القلوب تأجج
نيران قيدت بالضلوع إوارها
حتى الى تلك الملاك احجج
وتكون من خير الانام قرينتي
ياحسن من سكن الفؤاد تعالج
الآهات من ضنك الفؤاد ببعدها
وقد اعتلت يوم الرحيل الهودج
وسرت بهم ارض الغريب رحالهم
تركوني في تلك الديار اعجعج
غبار من وطئ الملاك لتربه
واشم من ريح الظباء بنفسج
اندب على الاطلال ويحك حرمت
تلك السعادة في ربوعك تولج
بعد هجران الظباء ربوعكم
اضحى مقيم الحي اهبل ساذج
لولا فتاة في الخيام مقيمة
ماكنت يوما تلك الديار اعرج
فلقد غدوت عن المضارب والحمى
اقصد بلادا لست فيها ارتجي
ود امرء بعد الذين هجرتهم
وكانوا في دنياي صبحا ابلج
افل النهار وحل ليلا حالكا
يعصف بافئدة العباد ويدمج
ظلم البعاد ونار شوق بالجوى
هيهات ان تلك الشدائد تفرج
قد اظلمت تلك المضارب بعدهم
حتى القيامة نورها لن يوهج
بقلمي الشاعر المهجري
ابو عبدو الادلبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .