دمشقية الخطى
كانت الازقة خالية
رائحة الخبز
تفوح من المخابز
كانت الامطار غزيرة
و أوراق الخريف
تتلاعب بها العواصف
بالارصفة و الطرقات
كان هناك يجلس
الاربعيني العمر
الذي غزى ذقنه شعيرات
من الشيب زادته
وقارا
كان يتوسد باب محله
كنت التقيه كل صباح
و بيده كتاب يتصفحه
أمام باب الدكان
مع فنجان قهوة
و سجائره الغالية الثمن
مرتدي معطفه الأسود
و قبعته البنية
كان هادىء و كلاسيكيا
بحديثه و حتى مجحف
في رد السلام
كان دوما مطأطأ الرأس
حينما أمر عليه
يرمقني بنظرات الشوق
و الحنان
و الهمسات الدافئة
لم أراه اليوم
تعودت على رسائله
الصباحية الصامتة
دخلت دكانه
قررت محادثته
مللت الإنتظار
قررت تقليص
المسافات بيننا
بينما جلست بجانبه
رأيت بريقا بعينيه
كأن روحه ردت إليه
فقلت له سيدي
مللت الإنتظار
فلك اليوم القرار
تحدث و بح لي
بما تكتمه من أسرار
رفع رأسه و عيناه
دمع تذرفان
قال أن له بنت
كأني هي
دمشقية
المنبت
ذبحت بالسيوف
و رميت أمام الأقدام
بليلة غاب الحق
و رفعت الأقلام
فما إن نظرتك إلا نظرتها
فبقائي هنا
إلا أنت بنيتي
فتلمست ذاك الكتاب
فما به إلا بقايا من صور
إبنته و رسائل
تكاد حروفها تنسى
من بلل الدموع
آه كم تحصرت
يومها ليتني ما ذهبت
و بقيت في حيرتي
رجعت للبيت
باكية شاكية لرب البرية
أن يرفع الراية
ويكون عدله آية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .