قصيدة/ذكرى إنسان
*************
كان يا مكان
في سالف الزمان
كان لي حبيب ولهان
وكمان كان أجمل فنان
بنى لي أروع بنيان
وأحاطه بأكبر بستان
ملأه بالورد أشكال وألوان
ذاك فل وذاك ريحان
وغرس فيه من كل فاكهة زوجان
وأطعمني بيده حب الرمان
وحاك لي أحسن فستان
و أهداني أحلى التيجان
مرصع بجواهرٍ حسان
من الياقوت والمرجان
وعزف لي أعذب ألحان
وشعرت أني وسط جنان
واجتاحني بمشاعره كالطوفان
وغمرني بحبه كالفيضان
وفاض عليّا بأمن وأمان
عشنا معاً باطمئنان
شملني بلطفٍ وحنان
وصرنا ألطف حبيبان
وأسعد عاشقان
وأصبح حبه يسري في جسدي سريان
من الشريان إلى الشريان
و صارت روحي وروحه توأمان
وكنت أراه دائماً باسماً فرحان
ومرت أزمان ورا أزمان
ونحن في العشق راهبان
وعلى الحب عاكفان
حتى وقع ما لم يكن في الحسبان
تغير حبيبي الولهان
أصبح ثائرٌ كالبركان
أحيانا عصبي وغضبان
تنتابه حالة غليان
من كل شيءٍ أصبح زعلان
يتفوه بغريب الكلام كأنه سكران
وأحيانا شريد الذهن سرحان
غارق في الهذيان
لدرجة أني أُصبت بالتوهان
وتملك رأسي الدوران
وشعرت دوماً بالغثيان
وعشت حالة من الدوخان
تبدل الأمن والأمان
وصارت حالة هيجان
حالة لم أرها عبر الأزمان
هل فرّق بيننا ساحران؟
أم أصابنا من حاقدٍ و حاسدٍ سهمان؟
أ حبيبي أضاع العنوان؟
أم أصابه النسيان؟
ألقاني في بحرٍ بلا شطآن
و رماني في صحراءٍ بلا وديان
ما عاد يسمعني كأنه فقد الآذان
وأيما جميل صنعت قابله بالنكران
أهملني حتى شكوت للجدران
هل أمسى العشق سراب أم صار دخان
ومضى على هذا الحال حولان
حتى ذَبُلت أرواحنا قبل الأبدان
ولا أمل في أن يلتقي الدربان
ضاعت معه حياتي وياله من خسران
لكني لم أستسلم لليأس والإذعان
فأجمعت طاقاتي بقوة الإيمان
و رحت أبحث في كل مكان
عن ذكرى لبقايا إنسان
تعيد الحب والعشق للأذهان
لأصلح ما أفسده الزمان
وأداوي ما وقع بيننا وما قد كان
وأنقذ حبيبي قبل فوات الأوان...
Samir Taha
إهداء إلى ملهمتى /M
*************
كان يا مكان
في سالف الزمان
كان لي حبيب ولهان
وكمان كان أجمل فنان
بنى لي أروع بنيان
وأحاطه بأكبر بستان
ملأه بالورد أشكال وألوان
ذاك فل وذاك ريحان
وغرس فيه من كل فاكهة زوجان
وأطعمني بيده حب الرمان
وحاك لي أحسن فستان
و أهداني أحلى التيجان
مرصع بجواهرٍ حسان
من الياقوت والمرجان
وعزف لي أعذب ألحان
وشعرت أني وسط جنان
واجتاحني بمشاعره كالطوفان
وغمرني بحبه كالفيضان
وفاض عليّا بأمن وأمان
عشنا معاً باطمئنان
شملني بلطفٍ وحنان
وصرنا ألطف حبيبان
وأسعد عاشقان
وأصبح حبه يسري في جسدي سريان
من الشريان إلى الشريان
و صارت روحي وروحه توأمان
وكنت أراه دائماً باسماً فرحان
ومرت أزمان ورا أزمان
ونحن في العشق راهبان
وعلى الحب عاكفان
حتى وقع ما لم يكن في الحسبان
تغير حبيبي الولهان
أصبح ثائرٌ كالبركان
أحيانا عصبي وغضبان
تنتابه حالة غليان
من كل شيءٍ أصبح زعلان
يتفوه بغريب الكلام كأنه سكران
وأحيانا شريد الذهن سرحان
غارق في الهذيان
لدرجة أني أُصبت بالتوهان
وتملك رأسي الدوران
وشعرت دوماً بالغثيان
وعشت حالة من الدوخان
تبدل الأمن والأمان
وصارت حالة هيجان
حالة لم أرها عبر الأزمان
هل فرّق بيننا ساحران؟
أم أصابنا من حاقدٍ و حاسدٍ سهمان؟
أ حبيبي أضاع العنوان؟
أم أصابه النسيان؟
ألقاني في بحرٍ بلا شطآن
و رماني في صحراءٍ بلا وديان
ما عاد يسمعني كأنه فقد الآذان
وأيما جميل صنعت قابله بالنكران
أهملني حتى شكوت للجدران
هل أمسى العشق سراب أم صار دخان
ومضى على هذا الحال حولان
حتى ذَبُلت أرواحنا قبل الأبدان
ولا أمل في أن يلتقي الدربان
ضاعت معه حياتي وياله من خسران
لكني لم أستسلم لليأس والإذعان
فأجمعت طاقاتي بقوة الإيمان
و رحت أبحث في كل مكان
عن ذكرى لبقايا إنسان
تعيد الحب والعشق للأذهان
لأصلح ما أفسده الزمان
وأداوي ما وقع بيننا وما قد كان
وأنقذ حبيبي قبل فوات الأوان...
Samir Taha
إهداء إلى ملهمتى /M
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .