سأتحدث اليوم إليك ياوطني..
وساقول ما يدور بخلدي..
ولن أخاف أن أكون أثما في ظني..
فأنا قطعة منك, وأنت قطعة مني..
وإذا بكيتُ فعليك أبكي..
وحينما أطرب, فلك أغني..
لأنك آهاتي وألمي, وأنت دمعات حزني
وأنت افراحي وأشجاني..
وأنت أيها الوطن ابتساماتي وفني...
أيها الطاهر كطهر الثلوج..
أيها الصافي كالسماء العالية..
أيها الزاهر كالنجوم النائرة..
أيها المتجلي, بالجلال والبهاء
والمتلحف بأديم الارض
والمتغطي بالفضاء..
أيها الصقر المحلق بين الارض والسماء
حدق, إنني اقف على الارض هنا
هل تراني؟..
أم تراها عكرت صفو عيناك الدماء
فأنا أيها الوطن, مازلت كما عرفتني
فأنا أيها الغالي, مازلت انا
هل تذكر؟..ام تراك نسيت؟!
ذلك الطفل الشقي..
الذي ماقال يوما أنني تعبت
أو قال عييت..
مازال يجري هاهنا وهاهنا..
يطارد الفراشات..
ويجمع الازهار من الربوات
وينصب الفخاخ للطيور..
ويمتع نفسه بإطلاق سراحها
ويرسل معها رسائل ساذجة برئية
تارة لأمه, واخرى لأبيه
وكثيرة هي رسائله
التي كتبها بالهواء, على الهواء..
ليقول فيها..
إنني بدون تعبير: اعشقك أنا
أيها الوطن..
هاقد كبر الطفل وشب عن الطوق..
وصار رجلا ..
وهاقد تبدلت الازهار شوك
لكنه مازال يحمل أملا..
وغاب صوت البلابل والكنار
بعد أن فرقع بأذنيه, هزيم انفجار
وهجم الليل البهيم, ليطفيء ضؤ النهار
وتناثرت في كل النواحي..
شظايا من وريقات الورود والازهار
وتحول الربيع فجاءة الى خريف
وتبدل الامن الذي كان سائدا..
الى رعب وخوف..
فقد وصل التتار, وأعلنوا حرب الفجار
وعاثوا في الارض فسادا
وهدموا البيوت..
وأحالوا صروحك الشاهقات
الى دمار..
وعكروا نسماتك المنعشات
بالغبار..
ليحجبوا الشمس
ويطول الانتظار
أيها الوطن الجميل
أيها الباسق كباسقات النخل
أيها القد الممشوق..
المتناسق ..
مازلت رغم المحن..
أمير الحسن..
وعطرك مازال يدفع عن هواك
كل نتن وكل عفن..
ومازال قلبي يحتويك
ومازلت أنت تحتويني
فأنت الام والاب, والاخ الشقيق
وأنت الحبيب والصديق والرفيق
ومازال الامل لم يمت..
مهما حاول الاشرار
فحبك الدافيء عميق, بل اكثر من عميق
فأنت لست وطنا فقط..
بل انت نبض قلب..
وإحساس مرهف..
وشعور رقيق
وأنت لهف نفس تنشد النور
وأنت للأحلام والامال طريق.
الهادي خليفة الصويعي/ ليبيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .