بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 20 مارس 2020

🌸🌸 أنينُ الهَوَى.... محمد سعيد أبو مديغم🌸🌸

*   أنينُ الهَوَى   *

يا سَاكِنَ القَلْبِ قَدْ أرْدى النَّوى خَلَدِي 
والدَّمْعُ سحَّ جَوًى مِنْ شدَّةِ اللَّددِ 

والنَّوْمُ فَارَقَ جَفْنِي مِنْ بُكَا لَهَفٍ
كأنَّ بيْنًا غَزاني جاءَ في مَدَدِ 

فَقَدْ سَطَا حُبُّك القاسي على بَدَنٍ
غَدَا صَرِيْعَ الهَوَى مِنْ حدَّةِ الكَمَدِ 

كأنَّهُ بارقاتٌ قد همَتْ تَرَحًا
من مُقْلةِ العَينِ في لَيلٍ صَلَتْ كبَدِي 

فباتَ سُهْدِي حَنِينًا قاتلًا شَصِبًا
وأتْلَفَ الرّوحَ أدْمَاهَا إلى الأَبَدِ

فَطَيْفُ حُبِّي تخفَّى خلفَ ساريةٍ  
أرْنو إليهِ بِحُزنٍ لاهبِ الصَّهَدِ

ناجَيْتُهُ في حنينٍ آسَ مُنْتَصَفًا
وما حَنَا لِعَذابٍ كانَ في صَعَدِ 

هذا نَوَىً قد سَبَاني لُجَّةً صَخَبَتْ 
ليْتَ الّذينَ تَنَاءَوا أدركُوا بدَدِي 

أوْ أبصرُوا عَبَراتٍ في سَما لُحُظٍ
لِيَرْحَمُوا أعْيُنًا من حُرقَةِ الرَّمَدِ 

هذا أنينُ الهَوَى في أضْلُعٍ بُلِيَتْ 
وَحُبُّكُمْ في سماها حُبُّ مُتَّقِدِ 

إنِّي تَرَكْتُ فُؤادِي تَحْتَ عُهْدَتِكُمْ 
يسقيكُمُ الوَجْدَ كأسًا غِبْطَةَ السَّعَدِ 

إنَّ سَعَادَةَ روحي فُرقةٌ غَشِيَتْ 
إنْ كانَ خِلِّي يَعِيْشُ البُعْدَ في رَغَدِ

فَدَتْكَ نَفْسٌ دَنا مِنْها أسى شغفٍ 
يا مَنْ بَنَيْتُ لَهُ حُلْمًا يدًا بيدِ

********
محمد سعيد أبو مديغم
بحر البسيط 

سحَّ : سال وجرى 
البَيْن : الحزن
بارقات : غيوم 
شَصِب : شديد 
سارية : غيمة
بَدَدي : حاجتي 
عبرات : الدّموع قبل أن تفيض





الغِبْطَة : مَسرّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

إن جئتني معتذرا بقلم الراقية ندى الروح

 "#إن_جئتني_معتذرا" أعدك أنني سأحلق  في ملكوت عينيك وأزهر على ضفاف  روحك ... إن جئتني معتذرا...  سأرمي سواد الليالي خلف ظهر الحياة...