أتدري ما أمرُّ منَ الغيابِ
ومن لومِ الأقاربِ والعتابُ
ومن غدرِ الأحبّةِ إن تناسوا
ومن نيلِ المشيبِ من الشبابِ
أشدُّ مُصيبةٍ بالناس تبقى
دخول الفقرِ أبوابَ الإيهابِ
يقلُّ المالِ من بذلِ العطايا
وأموالُ البخيلِ بلا حسابِ
وأموالُ البخيلِ تزيدُ مالاًَ
لأنّ المالَ من لحمِ الكلابِ
وأنّ الفقرَ ذو خمسينَ عيبٍ
بهم خمسونَ مسألةً صِعابِ
فأولُها يزيدُ النفسَ حُزناً
ويُضعِفُ قوّةَ الحرفِ المُهابِ
ويجلسُ في صدورِ الناسِ عبداً
ذليل النفس مُنكسرَ الجنابِ
فيُؤنسُ صاحبَ الأموال حتّى
يرى أن الفقيرَ مِنَ العِجابِ
ويعملُ بالحناجرِ سدَّ خوفٍ
وإن كانَ اللسانُ على الجوابِ
وإن قالَ الفقيرُ خطابَ صدقٍ
لما نظرَ الجميعُ إلى الخطابِ
وإن يمشي بسوقِ الكونِ جهراً
كأنهُ يمشي في أرضٍٍ خرابِ
فلا أحدَ يقولُ ابا فلانٍ
إلا لنقدٍ كانَ أو دين المرابي
ويحسدهُ الثراءُ بكلّ وقتٍ
إذا لبسَ الجدبدَ منَ الثيابِ
وإن قصَدَ المجالسَ كانَ صحوأ
وكانَ البعضُ من وسطٍ ضبابي
وإن تُبدي لهُ الآراءُ رأيأ
يقولُ ولا يُبالي أو يُحابي
فلا طمعٌ لديهِ ولا اغتلاسٌ
ولا يرضى أساليبَ الذئابِ
لهُ في مسرحِ الدنيا بهاءٌ
كبدرٍ إن مشى فوقَ السحابِ
لةُ قدرٌ لدى قِيمِ المعالي
وقدرٌ عندَ مُعتدلِ الحِسابِ
وقدرٌ عندَ من عَرَفَ المزايا
ومن عَرَفَ النِحالَ منَ الذُبابِ
صالح ابو عاصي
٣١...٧....٢٠٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .