وقالَ الياسمينُ ..
زارني الخريفُ وتركَ لي بجُرأَةِِ
أوراقَهُ الصّفراء
كبّلَ روحي وتركَ ريحَ الخيالِ
تضربُ أبوابي وتعصِفَ بها
ومنذُ ذلكَ الحين وأنا أُحاربُ
بِلا سِلاحِِ .. بِلا ذخيرة
أبحرُ بِلا سفينةِِ بلا مجذافِِ
وبِلا بحرِِ
قبضَ على قصائدي وطارَ بعيداََ
عجزتُ عن اللحاقِ بهِ لأستردّها
فأجنجتي لم تُشرق بعد !
ياابنَ الغيم ..
كفاكَ نصراََ وكفاني هزيمة ََ
وربُّ الفجرِ لن تُزعزعَ صبري
ولن تقمعَ مزاجيّةِ لوني .. ولو
كلّفني ليلةََ كاملةِِ من النحيبِ ..
علّكَ تخرج معَ دموعي من مُقلتيّ !
أُدركُ أنَّ عصافيرَ أحلامي تغفو
في عينيك
سأبقى ألوكُ حكايتَنا وأشربُ حُزني
بأملِ النصرِ الكاذبِ ولو بعدَ حين
أستعيرُ بمكرِ الأُنثى تطريزَ صوتكَ
ورسمَ شيءِِ من ملامحكَ الغجريّة
لأحيكهُما على مهلِِ قصيدةَ فرحِِ
مُتخمةَ بالأسرار
فمنذُ غيابكَ وقلبي يَسترقُّ النظرَ
إلى شٌرفاتِ ونوافذِ قصركَ المهجور !
باللهِ عليكَ أخبرني ..
كمْ منَ الزمنِ نحتاجُ لكسرِ أصفادِ
الأبوابِ المُغلقةِ التي أرهقَها الحنينُ ؟!
فالياسمين لايموتْ ولا تندثرْ رائحتهُ
فقط يُغيّرُ لونَهُ عندَ تعاقبِ الفصولِ
مزهوّ على عرشِ الجدائلِ المضفورةِ
بالحنّاءِ ورحيقِ الكستناء
يُحملِقُ في دموعِ الشوقِ المُتأرجِحِ
بين البقاءِ والرحيلِ
يُحاولُ جاهداََ أن يُخفي لواعجَ الغروبِ
بزُرقةِ الشمسِ وعُشبِ الأمل
يُداعبُ أغصانَ الخريفِ ليترنّمَ البُعدُ
غيثاََ يُغِرقُ الغيابَ
يُصيّرُني سَحابةََ تُمطرُني نشوةََ
يورقُ أملاََ بلونِ البنفسجِ وحياةََ
في كيانِ خريف !
وقالَ الياسمينُ ..
لن أُغادرَ أرضكَ ولن يخذلَني صبري
مهما طوّقْتَ عٌنُقي بلِجامِ أغصانكِ
سأبقى على ذمّةِ قلبكَ وأحفظُكَ
على قيدِ الحياةِ ...................!!
وفاء فواز \\ دمشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .