من الغرابة ........حتى الغربة.
لطالما استشعرنا اختلافنا عما حولنا و انفصالنا عمن يحيطون بنا ومع اتساع دائرة الاختلاف تتسربل أرواحنا شيئاً فشيئا برمادية الغربة تلك التي تحجب الرؤية أمام قلوبنا فتطمس معالم الحياة فيها لتغدو على قيد التعايش لا أحقية الحياة.
وقلما استوقفتنا تلك الحالة وما جال بفكرنا يوما أن نتوقف ولو لبرهة كي نسبر أغوار تلك الأحجية العصية الحل .أو أن نستجلي حقيقة هذا الانفصال عما خلق لنا.وذلل من أجل هناءتنا ولربما تعللنا بضيق الوقت أو الانصهار في بوتقة الواجب إذ لا مجال للتأمل أو حتى محاولة الفهم .ونجد انفسنا وقد استكملنا المسير غاضين الطرف عما آل إليه حالنا غير مكترثين بما نحن عليه .ولا يعنينا سواء ا
أكنا على قيد التعايش أم أحقية الحياة ؟!.
وبمرور العمر تتحقق المعادلة الأغرب إذ تتسع دائرة الوقت فنجد منه السعة المرجوة لتأمل حالنا مع دنيانا تلك التي تعيشنا هي وليس كما نتوهم باننا نحن من نحياها . وحين التدبر .نجد صوت العقل منا يصرخ مدويا : ليت شعري.!!أهو الفقد؟!!!
ثم يردف مجيبا :نعم إنه هو !!. ذلك الملازم خطانا. تلك الموسومة اذلا بملاحقته إياها أينما حلت وكيفما كانت .
فدفء الأنس إنما تتأجج ناره حين نهنأ بمصاحبة من هم منا و وننتشي بامتلاك ما هو لنا ،وبمرور سني العمر تزداد حميمية التعلق فيما بيننا وبينهم فتستعر ألسنة الأنس كي تدفئ ارواحنا الهائمة بحثا عن الدعة .
ولما أن كتب علينا مفارقة جل ما نألف و قدر لنا فقد كل من نحب إذ بنيرانها تخبو شئيا فشيئا لتهب علينا أعاصير الوحشة المقيتة حتى أننا لنتلفت فزعا مدققي النظر في زوايا وجودنا المكلوم فقدا نبحث عما ألفناه ونتلمس حنو من أحببناهم ولكن هيهات فكل ما حولنا ما عاد يمت لنا بأية صلة ،وإذ بنا نفغر فاه الجزع مستنكرين غرابة كل ما يحوطنا شكلا ومضمونا ونرفع حاجبي الدهشة كلما تأملت قلوبنا ما حولنا و تلمست ملامح من يكنف وجودنا فلا تكاد تعرف منهم أحد ولا تدرك ماهية اي منهم . حينها فقط تهب سموم الغربة لتقتلع جذور ارواحنا وتجتثها من باطن الواقع الغريب عنا إذ لم يعد فيه مما ألفناه شئ ولا ممن أحببنا هم أحد .
وهنا لا نجد أمامنا سوى أن تتشبث اكسامنا بأديم الحياة ورغما عنا نظل عالقين في انتظار نسيم صبا الرحيل ذاك المأمول منه انتشال ارواحنا وما تبقى منا من محيط غربتنا الهائج إلى بر الأمان حيث الأنس وسط كل من فقدناهم. والهناءة مع كل ما ألفناه سلفا ثم ما لبث وأن سلب منا بيد الأيام .
.سبحانك اللهم ..لقد لبينا فأعملنا العقل لتنجلي الحكمة مبينة كي نقر بوجود اللطف في قلب الابتلاء .
فما كان قصر أعمارنا إلا رأفة بأنفس ضعيفة لا قدرة لها على معاقرة كأس الغربة متى قيد لها طول الآجال .ولو كان لافترسها غول الغربة ولنشب اظفاره في وجدانها حتى يدميها الحنين لما لم ولن يعد له وجود ...
اللهم عجل باللقاء وامنن علينا برواح الأنس حين حسن ختام وسلامة وصول
بقلمي عبيرالصلاحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .