بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 23 مايو 2024

أتى الطاعون بقلم الراقي محمد الدبلي الفاطمي

 أتى الطّاعون

نبحتُ مع الكلابِ على الذّئابِ***فهاجَمني الكثــيرُ من الذّبابِ

بحَثْتُ عنِ المُـــبيدِ فلمْ أجدْهُ***وحارَ الذّهنُ في هذا المصابِ

وكان عليّ أنْ أجدَ انْفــــراجاً***لأنّ الغزْوَ جاءَ معَ الضّـــباب

شكيتُ إلى ابْنِ آوى سوءَ حالي***وقد قرأ التّـظلّمَ في الكتابِ

وأخْـــــــــبرني بأنّ العدْلَ آتٍ***إذا مَنحوا القضاءَ إلى الغرابِ

////

دفنتُ النّفسَ في الأدْغالِ لمّا***تعطّلَ مَنْــــــطقي فِقْهاً وفهْما

وجدتُ بأنّني بشرٌ ضَــعيفٌ***وأنّ الجــــــسْمَ كان دَماً ولحْـما

فكيفَ سأستطيعُ كفاحَ عدْوى**سينشُرُها الذّبابُ أذىً وظُلما

ستفعلُ ما تشاءُ بمنْ تُعادي***وتَرجُمُ بالوباءِ النّاسَ رجْــــــــما

وعند بلوغنا سَقْفَ التّردّي***سنصـــــــــبحُ عندها أجلاً مُسمّى

////

أتى الطّاعونُ فانتشر الجنونُ***وأُوصِدَتِ المـــسامعُ والعيونُ

وشاء النّاسُ أن يلدوا كثيراً***ومن جُهلائهمْ بدأ المُـــــــــجونُ

تربّعَ فُحْشهُمْ فوْق القضايا***وفي أعقابــــــــــــهمْ سارَ البنونُ

فنادى من مساجدنا المُنادي***وقدْ مُلئتْ بأمّتنا السّــــــجونُ

فكان جوابُ من حكموا بلادي**أتى الطّاعون يصْحبهُ الجنونُ

////

أروني في بلاد المــــــسلمينا***عدالة من أداروا الحكــم فينا

ألم تر كيف أصـــــبحنا رقيقاً***نقبّلُ في الأيادي راكِعـــــــينا

كأنّ رؤوسنا انفصلتْ علينا***أمامَ الحاكمينا الظّــــــــــــالمينا

فهل حُدّثْتَ عنْ أيْتامِ عصْرٍ***تجسّدَ ضُعفهُمْ في المـــسلمينا؟

يحاربُ بعضُهمْ بعضاً بِعُنْفٍ***تجاوزَ في الوحوشِ المُرْعِبينا

////

يُهمّشُ في مواطِننا الرّجالُ***ويُنتـــــــــــخَبُ النّواطرُ والبغالُ

كأنّ بلادنا انقلبتْ علــــينا***فساءَ الحال واخْـــــــتنقَ السّؤالُ

وفي الغاب الوحوش قدِ اسْتبدّتْ**فكانَ وراءَ سَطْوَتِها الوبالُ

وولولت البهائم في بلادي***مـــــــــخافة أن يداهمها الزّوال

وما الطّاعونُ إلاّ داءُ سلٍّ***سيَخْــــــــــــــنقُنا بنكْستِهِ السّعالُ


محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الغدر بقلم الراقي يحيى سيف

 »»»»»»»»»»» الغدر ««««««««««« _______________________________ هاقد وقفتُ على ضفافِ الكاملِ  أشكو حبيبا غادر لايرحم أسلمته قلبي وكل جوان...