( رِفقا أيّها الحزن )
باحثةٌ عن وطنٍ يُشاغبُ أوردتي
يُذيبُ صقيعي ويدفىء أروقتي
تنبضُ هنا وتشتعلُ هناك
أكاذيبُ الهوى تؤنسُ وحدتي
منذ أن كتبَ قدري الفِطام
هي كواكبٌ حسبتها
قد تغيِّرُ طالعي
لكنّ كفوفَ الريحِ قسمتْ أضلعي
قمرُ الشتاءِ يذرفُ أدمعي
يشاطرُني الحزنَ حيث أكون
ويئنُ من قدري شجرُ الزيتون
لطالما كتبتُ تحتَ ظلالهِ
قصائدَ الشوقِ تحفظها العيون
يُردِّدها الصبيان فيوقظوا السكون
قد توارى الحُسنُ في مهده
كعجوزٍ ثكلى تُبقي حُطام
قابضةُ الجوى بين ماء ونار
رائحةُ القهوة لم تعد في الدار
خلفَ الستارِ تواريخٌ مكتظّة
توقظُ ماردَها، يخرجُ الأسقام
أيا جلدي المجعّد تغزوكَ القوافي
على نابضةِ الحرفِ ترتعشُ أطرافي
فيُبعث الليل بأنجمٍ باهتة
وسامريّ ينفخُ بالريح بأعوامٍ فائتة
رِفقا أيها الحزن
وتينُ الروحِ يقبضُ الأيام
مُتهالكةٌ بين يبابِ الشوق وخرائطِ المصير
فنواعيرُ الفصولِ تتنحّى عن التغيير
تصحّرتْ منابعُها، أضناها الدوران
في محرابي يُزمجر الهذيان
هنا أريكةُ الانتظار داكنةٌ منسيّة
لاحطب يُضرمُ ولامواقد حجريّة
مركبُ الهوى مااستوى على جودِه
أغرقهُ الموجُ ، أرهقهُ الفيضان
رِفقا أيّها الحزن
رؤيا الملكِ في سنابلهِ العجاف
قد جاءه مطرُ السحاب
أما سنابلي يداهمها وابلُ قحط
لايُنهيه من سعيٍّ أو طواف
جحافلٌ كأنّها الأقمارُ بمنازلِها
تتبارى بالعشقِ في كَذِب
وفي ساعةِ الميثاقِ
تتوارى في جُحرِها كأنّهاجُرذان
ياعاصفة الحزنِ في قلبي
مَنْ يُحطِّمُ الأغلالَ من دربي ؟
ويُعيدني حوريةً لاتخشى الموج
تغسلُ عن أثيابها وترمي الخصام .
بقلمي / سناء شمه
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .