مجنونة
مجنونة......
أتت من بعيد تبحث عنك
وسط غسق الدجى
بعد منتصف الليل القاتم
الساعة في يدها تشير إلى الثانية صباحا
كأنكما على موعد
النوم ارق مآقيكما
فتواعدت القلوب على اللقاء
غادرت غرفتها مسرعة
كأن الشياطين تطاردها..!!!
تبحث عنه في كل الاتجاهات
تتقنص الاصوات لعلها تسمع صوته...
ظلام شديد لا تبالي له
تمد يدها ولا تكاد تراها
تخطو ببطئ ...
تجر رجليها ....
خشية العثرة
الظلام يزداد سوادا وحلكة
تبطئ الخطى...
على أمل نور نجم تهتدي به
وتكسر به الصمت الرهيب
********************
***************
سرعان ما لاح لها بصيص
من النور الخافت
أنار لها الطريق
فأسرعت الخطى
أطلقت العنان لساقيها
فانطلقت كالريم
بل كظبية البان
فجأة ...
قصرت الخطى
وتثاقلت..
رمقت شبحا بل طيفا يقف بقارعة الطريق
إلتبسها الخوف
تصارعت دقات قلبها
كاد الدم يجف بالعروق
وينفجر الوريد
ويشل الدماغ
لم تعد رجلاها تويان على حملها
بدات تتهاوى للسقوط
فإذا بصوت هامس يناديها
حبيبتي ....حبيبتي...
تماسكي..
تفاجئت بيد تمسك بها وهي تتهاوى
تضمها بعمق
حتى كادت تنطق أضلاعها
ويندثر شريانها
فهمس في أذنها
معشوقتي ومهجة قلبي
أنت من أنار دربي
وينيره ابدا الدهر
أنت الأمل والسعادة
انت زليختي
وانا ابن يعقوب يوسف
انتي من اسرني في سجن هواه
وخرجت منه سيد قومه
بسبب عشقك
انت شمعتي التي نورت الي الطريق
بل ثربتي اللؤلئية
أنت من ايقظني من سباتي العميق
أنت من أهدى الحياة إلي بعد ما
أجهضني الموت
و وريت الثرى
**********
**************
الشمس تشرق عليهما
أسكرها عطره حتى ثملت
وفقدت الوعي
وغابت في نومة هادئة
إذا بالشمس ترسل أشعتها
تكسر نومتها ..
وببطئ شديد يفترقان
ولا يكاد احدهما أن يرفع النظر عن الآخر
فأعاد الكرة وضمها إلى صدره
حيت وجدت لرأسها مكانا
بين قفصه
فارتخت
وغفت هنيهة
وهو متسمر مكانه
خوفا أن يوقظها من رقدتها
بعد ان ارقها النوم
مر نسيم عليل على وجنتيها
فأيقظها....
فطبع على خدها
قبلة رقيقة .....
حمل المعشوق عشيقته
بين ذراعيه
ومشى الهوينى حتى لا تؤلمها الخطى
اقتربا من بيت منزوي
في حي هادئ
كأنه مهجور
لمس الباب فإذا به يفتح
كأنه لمس بعصا سحرية
وصعدا الدرج
فإذا بغرفة مضيئة كأنها
وسط نور بركان ثائر
::::::::::::::::::
وهمس إليها
لا تخافي هنا الأمان
هنا السعادة
هنا الحب والحياة
هنا أنا وأنت
حبيبتي بل مجنونتي
بقلمي العاقل
صهلة مهرة ثائرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .