أنا وفاطمة
أزهرت طفولتي عندما أطل ذلك الوجه البريء بتقاسيمه الجميلة وبابتسامته العذبة حين وقفت فاطمة على عتبة بيتنا القديم ودعتني الى اللعب في حديقتها ،لا أذكر لذلك اليوم إسما ولكنه بقي راسخا في ذاكرتي. ومضيت معها نلعب بالأرجوحة المعقودة بين أغصان شجرة التوت الوارفة الأفياء، وبدأت مواسم اللعب توقد قمورا في خلدي ،ومضينا نركض بين اشجار اللوز والبرتقال، نحتفل بالفصول بين الأشجار .
ففي أواخر الربيع نجمع ثمار التوت المختلفة الألوان. وحين تتوهج الشمس في أوائل الصيف،نملأ الجابية ونشرع في اللعب بالماء .و بين السماء والماء تداعبنا مشاعر لا ندرك لعذوبتها نهاية، ثم مرت فصول أخرى فصار سطح البيت منتزهنا الجديد، وفي ليالي الصيف نفترش الحشايا ونتسامر تحت ضوء القمر اصبحت فاطمة أكثر نضجا وصرنا نتحدث عن الآتي، كنا نرى المستقبل حلما طويل السفر ،كان يبدو بعيدا كنجوم الصيف المتلألئة في السماء، ...
وذات يوم ،جاءت فاطمة وفي عينيها شموع موقدة وفي صوتها أنغام حلوة وحدثتني عن روعة الحب وروت لي حكايا ممتعة انصت أليها وكانت ،شجرة التوت تنظر إلينا وترقب العالم من حولنا في رصانة واتزان . وجاء اليوم الذي انتظرته صديقتي بشوق. فارتدت فستانها الأبيض وسارت في موكب الزفاف الجميل فرحت ولكن قلبي انكسر.
رايت الحي جدبا بلا حقول ولا زهور وغابت شجرة التوت وتوارت خلف اسوار البيت الموصد. واغلق الباب الحديدي ذو المصراعين. وملأت قلبي سنوات القحط . ومضيت اجوب الفصول بلا أصدقاء .وسافرت فاطمة، وصرت ابحث عنها في منامي وارى نفسي واقفة في البهو المؤدي ألى بيتها اناديها . ومضى الزمن ممعنا في الرحيل وبات الحي القديم ذكرى تطارد اطيافها الذاكرة ....
وذات ربيع التقينا وطفقنا نبحث عن تينك الطفلتين البعيدتين المسافرتين
كنا مثقلتين بالهموم قد اوجعتنا السنوات الممعنة في المضي واسترجعنا حكايا القمر .ادركنا ان الزمان كان أصغر من الأحلام، أصغر من الحكايا ،اصغر من الأماني التي كانت في قلبينا تعتمل ...
ففي أواخر الربيع نجمع ثمار التوت المختلفة الألوان. وحين تتوهج الشمس في أوائل الصيف،نملأ الجابية ونشرع في اللعب بالماء .و بين السماء والماء تداعبنا مشاعر لا ندرك لعذوبتها نهاية، ثم مرت فصول أخرى فصار سطح البيت منتزهنا الجديد، وفي ليالي الصيف نفترش الحشايا ونتسامر تحت ضوء القمر اصبحت فاطمة أكثر نضجا وصرنا نتحدث عن الآتي، كنا نرى المستقبل حلما طويل السفر ،كان يبدو بعيدا كنجوم الصيف المتلألئة في السماء، ...
وذات يوم ،جاءت فاطمة وفي عينيها شموع موقدة وفي صوتها أنغام حلوة وحدثتني عن روعة الحب وروت لي حكايا ممتعة انصت أليها وكانت ،شجرة التوت تنظر إلينا وترقب العالم من حولنا في رصانة واتزان . وجاء اليوم الذي انتظرته صديقتي بشوق. فارتدت فستانها الأبيض وسارت في موكب الزفاف الجميل فرحت ولكن قلبي انكسر.
رايت الحي جدبا بلا حقول ولا زهور وغابت شجرة التوت وتوارت خلف اسوار البيت الموصد. واغلق الباب الحديدي ذو المصراعين. وملأت قلبي سنوات القحط . ومضيت اجوب الفصول بلا أصدقاء .وسافرت فاطمة، وصرت ابحث عنها في منامي وارى نفسي واقفة في البهو المؤدي ألى بيتها اناديها . ومضى الزمن ممعنا في الرحيل وبات الحي القديم ذكرى تطارد اطيافها الذاكرة ....
وذات ربيع التقينا وطفقنا نبحث عن تينك الطفلتين البعيدتين المسافرتين
كنا مثقلتين بالهموم قد اوجعتنا السنوات الممعنة في المضي واسترجعنا حكايا القمر .ادركنا ان الزمان كان أصغر من الأحلام، أصغر من الحكايا ،اصغر من الأماني التي كانت في قلبينا تعتمل ...
جميلة شلبي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .