بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 23 أغسطس 2024

فقد الغوالي بقلم الراقي هلال الخويلد

 🌹 ( فَقْدُ الغَوالي ) 🌹

  شعر : هلال الخويلد        

   

أَلَا مَن مُبلغٌ عنّي الغَوالي 

شُجوناً أَوْهنَتْ قلبي وحالي 


وأنّي عُدتُ لَم أَحفَلْ بِعَيشي 

وكيف يَطيبُ عَيشُ بَعدَ غالِ


علَى ذِكراهمُ تَمضي حَياتي 

فهُم أمَلي وأنفاسِي وآلِي


غَدا قلبي لَهم سَكَناً ورَوْضاً 

حَوَى مِن كلِّ زَوجٍ ذِي جَمالِ 


تُلازِمُني طُيوف أَحِبتي ما 

يُلازمني ويَتبَعُني خَيالي 


أُناجِي طَيفَهم طُولَ الليالي 

وأَرعَى النجمَ دَوماً مابَدا لِي 


نُجومُ الليلِ تَرحَمُني وتَرثِي 

لِما بي مِن هِيامٍ واعتِلالِ 


وآهاتي تَهيمُ بِكُلّ وادٍ

لَها الأصداءُ تُشجي كلَّ سالِ 


وفِي صَدري الهُمومُ لها عِراكٌ

أنا مَعها لَفِي حربٍ سِجالِ 


تُعانِقُني الغُمومُ كأنّها لِي 

مُحِبٌّ راعَهُ قَطْعُ الوِصَالِ 


مِهادِي مِن قَتادٍ والْتِحافِي 

فَكَيفَ النّومُ والسُّهْدُ اكْتِحالِي 


جَفا عَيني الرُّقادُ ولمْ يَزُرْها 

وأَمْعَنَ في الجَفاءِ ولمْ يُبالِ


وحَطَّ الحزنُ رَحْلاً في فؤادي

وقال هنا وضعتُ عَصا ارتِحالي


فًقلبي اليومَ مشغولٌ وفِكْرِي 

فَلَستُ أَعِي يَميني مِن شِمالِي 


رَمَى كَفُّ النَّوَى بِي في مَهاوٍ

فَما أَدرِي بِحالي أو مَآلِي


وأَوْرَثَني جَوَىً بَين الحَنايا 

فَواحَرَّاهُ مِن لَفْحِ اشتِعالِ 


غَريبٌ ليسَ لِي خِلٌّ حَميمٌ 

يُقاسِمُني هُمومي وانْشِغالي 


وَكمْ جارَت عَليَّ صُروفُ دَهرٍ 

كأَنْ نِدٍ يُبارِزُني وَقالِ 


وَياأهْلِي أَبَحتُكُمُ مَلامِي 

علَى بُعدِي فَزِيدُوا فِي المَقالِ


عَلَيَّ لكُم حُقوقٌ كَالرَّواسِي 

وكيفَ أَفِي بِأَحمالٍ ثِقالِ  


لَئِنْ قالوا البُعادُ جَفاً وصَدٌ 

فَما خَطرَ الجَفا يوماً بِبالِي 


لِنارِ الشّوقِ في قلبي ضِرامٌ

ومِن صَبْرِي لَأعجَبُ واحتِمالِي 


أَحِنُّ إلى المَرابعِ والمَغانِي 

إلى عِشقِي وأيامٍ خَوالِ 


أَعادَ اللهُ أيامَ التَّلاقِي 

ورَوضُ الأُنسِ وارِفَةُ الظِّلالِ 


خُذونِي ياصِحابُ إلى دِياري 

فإنَّ العمرَ يَدنُو لِلزَّوالِ 


ذَوَى غُصنِي وأَضْنانِي بُعادٌ 

رَمانِي بالسَّقامِ والاعتِلالِ 


قَضَيتُ العمرَ في نَأْيٍ ولَأْيٍ 

ولمْ أَربَحْ سِوَى فَقْدِ الغَوالِي 


        *** انتهت ***


           محرم / ١٤٣٣ هجرية


الشّجن : الحزن ، الهم

حفَل به : عُني به

الضرام : الاتقاد والاشتعال

رَعَى النجم : راقبه 

شَجاه : أحزنه ، هيّج شوقه

السالي : ( سلاه أو سلا عنه ) نسيه ، طابت نفسه بعد فراقه وغاب عنه ذِكره

حرب سِجال : حينا على هذا الفريق وحينا على أولئك

راع : أخاف 

حطّ الرّحل : نزل 

وضع عصا الارتحال : توقف في سيره وأقام 

القتاد : شجر له شوك كالإبر 

الجَوَى : شدة الوجد والاحتراق من عشق أو حزن 

القالي : المبغض 

المغاني : الأماكن التي غنيت بأهلها

أضنى : أثقل 

النّأي : البعد

اللّأي: الشدة ، شدة العيش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

كفى ألماً بقلم الراقية وفاء غباشي

 كفى ألما.. ...............   كفى ثم كفى كفى ألما كفى جروحاً كفى وجعاً كفى دموعاً انطفأت شموع الأمل     حارت الابتسامة  وماتت في عيون الزمن ...