أبي المرحومُ
أبي أنتَ المُعــــــــلّمُ والمديرُ
وأنتَ لأسْرتي الشّرفُ الكـبيرُ
وأنتَ من المكارمِ في حياتي
وفي لمساتِكَ الأَملُ المُـــــــنيرُ
منحتَ طُفولتي عَطْفا وحُبّاً
وكُنـــــــتَ بِرُفقتي أبداً تَســـــيرُ
تُلاطِفُني وتسْعدُ بابْتسامي
وتسألُني إذا ظَهـــــــــــــرَ المُثيرُ
أقبّلُ رأسَكَ المَيْمـــــونَ صُبْحاً
فأشْعُرُ أنّنـــــــــي حَقّاً أطيرُ
وحين أصابني المكْروهُ أضْحى
حزينَ النّقْسِ أتْعبهُ المصـيرُ
رآني في السُّجونِ وكانَ يبْكي
وكنــــــتُ أراهُ يَكْرَهُ ما يَدورُ
أبي الــمَرحومُ أثّرَ في كيّاني
فَأصــــبحَ قِبْلتي بهِ أسْتجــيرُ
أناديهِ الصّـــــباحَ وفي المساءِ
فأشعُرُ بالرضى جَــنْبي يَسيرُ
بِحبّهِ أسْتعـــــــيدُ قِــوايَ دوْماً
فأشْعُرُ أنّهُ السّــــــــــندُ الكبيرُ
وما أبَتي ســـــوى رجلٌ كريمٌ
وفي خلدي المُكافحُ والصّبورُ
وَمن عطْفِ الأُبوّةِ قدْ سقاني
ومِنْ كَلماتِهِ انْتعشَ الضــــميرُ
تحمّلَ نكْســــتي بِعظيمِ صبْرٍ
كَاَنَّهُ في المُصابِ هُوَ الأَسيرُ
يُطمْـــئنُني كلامُهُ بالتّأنّي
وفي دَعواتِه الخــيْرُ الكثــيرُ
وحين قضى شَعرْتُ بليْلِ يُتْمي
كأنّهُ طالني سَقَمٌ خطـــيرٌ
إلهي والدي رجلٌ لطـــــيفٌ
وأنتَ بِقَلــــبهِ رَبٌّ خبيرُ
دعوْتكَ يا إلهي في صَــــلاتي
بأنْ تُجنّبهُ انتقامَكَ يا بصـــيرُ
وأن تُعْـطيهِ مًـــــنزلةً تُوازي
جزاءَ أبٍ تـــــعذّبَ يا قَديرُ
فما لي حــــــيلةٌ إلاّ دُعائي
وعَفوُكَ في الخِتامِ هُو البشيرُ
وأعتقدُ اعْــتقاداً في فُؤادي
بأنّ نعيمَ رحْمـــــتِكَ كَبيرُ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .