بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 أغسطس 2024

بين الغصون بقلم الراقي محمد رشاد محمود

 (بينَ الغصون) ـ (محمد رشاد محمود)

في مـارس من عام 1985 مدَّ الــرَّبيعُ كــــفَّـيه بالأطايب ، وأجرَى من نبــضه دفقاتِ في كــل شِريانٍةخامل فانتَفضَت الحياةُ في عيون الورد وأوراق الـشَّـُُـُــُجَر وأجنحــة الــطَّير ورقـرقات الـُسُــــواقي ، وتمـاوجَت في الأجـواء رفــارِفُ مزيجُهـا من العَرفِ والظلالِ والصداحِ والنَّدى ، وبينَ ذلــكَ الـلـفيف الـمونق في حديقَةٍ يـانِعَةٍ كـــاسُـيةٍ في الـقـاهــرَة جلَـستُ ، فأجرَت على لساني - وأنا في حالٍ من الاندماج - تلكَ الأبيات : 

بَيــنَ الغُـصونِ وعَـرْفِ النّــسْـــمِ والآسِ 

هَــمـسٌ سَـلَـوْتُ بـــهِ طِـرْسي وجُلَّاسي 

مـَــا بَيْـنَ غَمْـضَةِ عَـيني في تَفَـتُّـرِهـَــــا

وبَـينَ سَـُُـوفِ الشَّـذا خَفْـضِي وأعراسي

تَجْتالُهـا الـنَّفْسِ في سَـاحِ الطُّيوبِ رُقًى

مِنْ غَمرَةِ الهَــــمِّ دَسَّتِ كُـــلَّ وَســـوَاسِ

قَلـبي لِكُـــُـلِّ هَـــــزَارٍ مُسُـُــــلَـمٌ وفَـمِـي

طَــوْعٌ لِـكُـــــلِّ جَـنـَـاحٍ مِنــْـــهُ رعَّـــاسِ

مِـــنْ كُـُـــــلِّ أرْقَــشَ رَقَّــــاصٍ يُـــرَدِّدُهُ 

صَـفْــوًا يَـحُــــطُّ على الأدوَاحِ جَــوَّاسِ

شَـــادٍ يَــرِفُّ علَـى الأوراقِ فاشِـــيَــــــةً

رَفَّ الـخَيالِ علَـى حَـدْسي وإحـسَـاسي

أَلهَـــمْتُهُ الشِّــعرَ أم هَــلْ غـارَ مِنْ طَرَبي

فاســتَمْطَرَ الـبَــوْحَ فــرَّاسـًـــا لِـفَـــرَّاسِ 

كَـــمْ ذُكْـــرَةٍ مِنْ حَبيـبٍ راحَ يَدفَـقُهـَــــا

في خاطِري وفُـؤادي في الشَّـقا مَـاسي

كَـرعْشَــةِ الطَّـــلِّ فَـوْقَ الـغُصنِ شَعشَعَهُ

هَبـوُ الــرِّياحِ وتَسكَابُ الـسَّنى الحاسـي

ما زِلتُ في الرَّوضِ مِنْ رَوْحٍ ومِنْ جَذَلٍ

حتَّى حَسِبتُ رَحيـقَ الــوَردِ مِـنْ كاسي

ومــَــا حَمَلْـتُ لَــهُ في العُمْـــرِ مَوْجَــدَةً

إلَّا ورَاحَ شَـــرَاهَـــا بَعْــــضَ أنفَـــــاسي

(محمد رشاد محمود)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

يقولون بقلم الراقي محمد محمود البراهمي

 يقولون ===== يقولون أن هناك رغيفا يرقص فوق النهر وأن هناك سمكة تغني فوق الماء فهل أجد شيئا جديدا مثل وردة تعزف خلف التلال تبعثر أحلامها في ...