بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 5 أغسطس 2024

متلازمة العدد بقلم الراقية عبير الصلاحي

 متلازمة العدم ...

لكم كانت نواميس الوجود ثابتة حد اليقين بالتسليم بعظمة الباري جلت قدرته في الإبداع والتدبير.

ولما أن جبلت الحياة على وحدة الأصل كانت متلازمة العدم هي سمت كل مخلوق خلق من أديم الأرض فمنها البداية وإليها المنتهى .تلك سنة الوجود.وقلما طاف بأذهاننا الغافلة نحن ارباب العدم أن مصير ذلك الآتون الساحر المسمى كسما ما هو إلا الزوال مهما تعاظم بهاه واستبد بالحسن سناه .ولعل مرد تلك الغفلة هي ما لعبته اكسامنا من أدوار بدت للوهلة الأولى من القدرة المتوهمة في إقبالنا على خوض غمار الحياة فتغافلنا نقصها وتوهمنا كمالها ومضينا نختال بها اختيال الطواويس بزهاء لا أساس لوجوده إلا في أعين سباها سحر ألوان زاهية فأوردتنا أبواب الذلل وقادتنا صوب الخطايا ذلك حين القوة في باح الشباب وعنفوان ملكاته فمضينا قدما نجمع من اللمم ما قد يودي بفرصتنا الأخيرة في العودة إلى جنان الخلد حيث زلال المغفرة وخلود الصفح.لكننا لا نصحو من غفلة الوهم تلك إلا حينما تكسو أسبال الشيخوخة تلك الأجساد الفانية وهنا يعقبه عجز واعتلال إذ نجد كل ما فيها من نضارة القدرة قد آل إلى ذبول فها هي الأعين قد تغشتها صعوبة الرؤية وها هو السمع قد دب فيه دبيب الضعف شيئا فشيئا حتى أوشك الصمم على امتلاك زمامه حتى نشوة التلذذ قد شابها الخلل فما عاد للسان القدرة على استساغة الاختلاف في الطعوم فاختلط الحلو بالمر والعذب بالأجاج وعلى حين غرة دونما إنذار نجد أنفسنا قد سبانا الضعف ذلك حين نستحث الأرجل منا على المضي قدما في دروب حيواتنا الرحبة فتأبى إلا الزحف ببطئ تقادم السنون علينا وعليها .حينها نقاوم سطوة العجز فنبسط أكف القدرة كما اعتدنا في الماضي الغرور كي نقتنص الفرص حين عنفوان الشباب الراحل عنا فإذا بها وقد ارتدت لنا صفر اليدين حالها كحال حنين بخفيه الباليين وقد ملكهتا الرعشة ولزمها القصور إثر سطوة المشيب عليها فما كان منا أمام عجزنا الفاضح وقصورها الناضح .بعدما فشلت في أن توردنا ما رمناه من قنص فرص اللذات كسابق عهدنا معها ذلك قبل حلول الخريف .وإذا بنا نخصف من أوراق التوت ما يواري سؤة العجز منا فنأوى إلى الظل متأملين كل ذرة حسن ولت و خبى سحرها .متدبرين جل الحكمة من إدبار القدرة المزعومة. تلك التي توهمناها سلفا.ومع تفاقم الوهن وغلبة العجز نجد أنفسنا قد نكسنا الرؤس قهرا مقرين پحتمية ملازمة الزوال لأجساد كان لها من أصلهانصيب الأسد فما كان من التراب لم ولن يأول إلا إلى الزوال بعد أن تذروه رياح الزمن فيبتلعه اللاوجود .ويطوى إلى حيث العدم .

فاستقيموا يرحمكم الله وخفوا الوطأ .وحين تدعوكم قدرتكم المتوهمة إلى مخالفة منهاج الباري في خلقه اهمسوا في أذن حالكم اخشعوا فما أنتم سوى محض فانين وجهة مصبهم حتمية الزوال . أما البقاء فلله ...ولا عزاء للزائلين

بقلمي عبيرالصلاحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

دعوة بقلم الراقي عبد. الرحيم العسال

 دعوة ===== دعوت القريب كذاك الغريب دعوت الجميع وكل البشر حروفي نداء بقلبي رجاء وشوق لكيما أرى من أثر نعود جميعا لشرع الإله وسنة خير الورى و...