الموعظة
لابد من راي الحكيمِ فانّه ُ
في كلِّ وادٍ فاحصٌ ومُجرِّبُ
وهو الذي خَمَرَ المواقفَ عندهُ
ياتيكَ درباً واضحاً ومُحبَّبُ
إذْ انَّ في بعضِ المواعظِ فُسحةً
للعقلِ حينَ يطيشُ ويرأبُ
والدهرُ فيهِ قليلِ نصوحةً
فاذا وجدتَ منهُم فاقربُ
فالقلب يهفو للصحيحِ طِباعهُ
وتراهُ يرنو للنفيسِ ويَعقبُ
ودع الذي زاد اللئامَ كفافةً
فالبعدُ منهُ قد يزينَ المشربُ
كم من بخيلٍ باتَ ليلاً طاوياً
وعيونُهُ من زادِ غيرٍ تشربُ
ظنّا بأن البخلَ مَنجاةٌ لهُ
اوَ لا يرى فيه فناءً يقرب؟
شتّانِ بين فقيرٍ باسطٍ
وثريُ قومٍ مُمْسكٌ مُستسصعِبُ
فالنجمُ لا يخفو بطولِ سطوعهِ
متلألأً وكأنما يدنو لنا يتقرّبُ
وكذا الكريمِ مثالهُ و صفاتهُ
بين الاناسِ ذكرهُ مُستحبَبُ
واذا الزمانُ قد اتاكَ برفعةٍ
فحذارِ أنْ تطيشَ وتُتّعِبُ
كم من رفيعٍ عاليٍ في وزنهِ
ارداهُ سوءُ فعاله مُستغرِبُ
والدهرُ فيه حلاوةً و مرارةً
والناسُ فيه كم تدورُ وتقلَبُ
وخذ النصيحةَ من شريبِ مرارةً
بعد الحلاوةِ اذ كان فيها يلعبُ
عجيل جاسم عذافه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .