طوفان الحنين
محمد حسام الدين دويدري
____________________
أيّد الرحمن شعباً عاش مرفوع الجبين
لم يزل حرّاً صبوراً يرفض الذلّ
ويأبى أن يهان ويستكين
يعشق الأرض ويدرك أنه ماء وطين
صاغه الرحمن بعضاً من تراب الأولين
إنه حُبٌّ وإيمان وتصميمٌ ودين
إنه عزمٌ وصخرٌ
لايهاب ولا يلين
إنه الطوفان أيها الأعراب
بركان الحنين
كلّ صدرٍ هَجّروه وفجّروا فيه الأنين
علّقوا فيه مفاتيح الديار
ولم يزل إرث السنين
هل نسيتم كيف كانت أرضنا
ينبوع خير طافح للعالمين
في ثراها مهبط الأديان
والوعد الأمين
عطرها نفح تسامى عابقاً في كلّ حين
في مداها غرّد الطير طليقاً ساعياً
مابين أقماح و ليمون وزيتون وتين
وانتشت فيها أغاني الحبّ تزهو
في ظلال الياسمين
إنها ميلاد عيسى
إنها مسرى الأمين
هل نسيتم كلّ ما كان وما بات يكون...؟!..
لم يزل في العجز جهل راسخ بين الظنون
فانبشوا بين الغبار عن الحقيقة واليقين
واحفظوا التاريخ علماً يستساغ فلا يهون
نوره يشفي الصدور بفضح زيف الماكرين
وابصقوا في وجه كلّ الأدعياء الكاذبين
واصرخوا ملء الحناجر
نحن جيل العاشقين
* * *
يا شعوب الأرض مَهلاً
إنه عصر الخديعة
واستباحات العقول بمجلسِ "الڤيتو" المُسَلّط
فوق أعناق الشعوب الضائعين
بين ناب تحكّم الحكام
والفقر المدَمّى ظفره بالكادحين
إنه العصر الحزين
عصر آلاف الضحايا في تراب الصمت
والسخط المهين
وانتظار لانتشال الصدق من قاع الجنون
إنه عصر الوضاعة والخيانة
والتآمر والمجون
لم يزل يسقي ألوف الخانعين من الدناءة
من كؤوس الكيد و الذل الكمين
لم يزل وحشاً يحاول أن يخاتل أو يخون
موهماً كلّ البرايا بالعدالة والأمان
وبابتكارات الكمائن
في لبا س من فتون
فيه من شربوا شراب القهر
فازدادوا بناء للعزائم والحصون
فيه من عاثوا فساداً
واستباحوا الآمنين
رغم وهم بات يطحن صحوة العقل الرصين
إنه عصر الشعارات المغلفة
رموا بها من كلّ لون
منذ عصر تقاسم "الحلفاء" أرض الطيّبين
حينما أغوت رؤى "بلفور" أطماع اللصوص
فأحضروهم في زرافات كقطعان الوحوش
تطيح في كلّ الدروب
بمن يروح... ومن يؤوب
تقاطروا من كلّ أصقاع الدناءة
يشحذون الغدر فوق رقاب من زرعوا الغصون
فادّعوا أنّ البلاد لهم
ومزّقوا كلّ القرون
وأحرقوا الأخلاق
وازدادوا جنوناً في جنون
* * *
يا شعوب الأرض ثوروا
في وجوه المعتدين
وارشقوهم بالحقائق
سوف تفضح عريهم
ليبقوا كالأفاعي سافرين
..............
٧ / ١١ / ٢٠٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .