يوسف ...وجه فلسطين
لَم يُلقَ فِي الجُبِّ بل بَاعُوهُ فِي العَلَنِ
مَا زالَ إخوَتُه في الغَيِّ والشَطَنِ
لم يُظْهِرُوا الحُزنَ حَتَّى فِي مَحَافِلِهِم
وَكَيفَ يَدمَعُ مَن يَحيَا عَلَى الدَخَنِ
حتى القميصَ تراخوا عن تكلفهِ
وقد ترضَّوهُ بالكافورِ والكفنِ
قد بيع يوسفُ للتجار تأسرهُ
لم يعطِ فيه عزيزُ القوم من ثمنِ
من كان يعرفه إلا ويعشقهُ
إلا البغاة أتت من وكرها النَتِنِ
لكن يوسفَ رغم الأسر أرعبَهم
وقد تسامى شراعاً قاهرَ السُفنِ
ما ذنبُ يوسفَ أم في وجهه أَلَقٌ
قد أسكنَ الرُعبَ في الأوصالِ والبدنِ
أم دُعجةُ العين قد قضَّت مضاجعهم
حتى استباحوا سماءَ الريفِ والمُدنِ
أم شعرُه الموجُ ألغامٌ تُأرقُهم
لا يستكينُ ولا يخشى من المحنِ
يا وجهَ يوسفَ يا مرآةَ ملحمةٍ
خُطّت بها من فصولِ الظلمِ والشجنِ
يا وجهَ يوسفَ كم خلَّدْتَه وجعاً
في صفحة الأرض والتاريخ والزمنِ
ما زال يوسفُ رغم السَجْنِ منتفضاً
ويحملُ الروحَ بالكفين والكفنِ
ويركبُ الريح في علياء همته
وينثر القيدَ في وجهٍ لهم عفنِ
والعابرون على التاريخ مطمحُهم
أن ليس يُبقوا لهذا الطير من فننِ
ما زال يمنعهم جبراً ويدفعهم
عن شأفة العُربِ والإسلام والوطنِ
والعابرون بهذي الأرض يجمعهم
ألا يكون لهذا النسر من سكنِ
ستسطعُ الشمسُ إيذاناً بعودتهِ
من بعد نكبته في وجهه الحسنِ
نضال عبدالحميد الضمور /الأردن 25/10/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .