تحيا الأمة بإحياء لغتها
*********************
كنا قد وعدناكم بإتمام بحث النواسخ حيث بدأنا بالحروف، واليوم النواسخ من الأفعال،وهي مجموعة الأفعال الناقصة التي تدخل على الجملة الاسمية، فتغير حكم المبتدأ والخبر.
والنواسخ ثلاثة أقسام:
١: كان وأخواتها:
وهي أفعال ناقصة؛ أي أنها لا تكتفي بالاسم المرفوع بعدها بل تحتاج إلى خبر منصوب حتى يتم المعنى، تدخل على المبتدأ والخبر، فترفَعُ الأول ويسمى اسمها، وتنصب الثاني ويسمى خبرها.
مثال: كان الجوّ حارًّا
كان: فعلٌ ماضٍ ناقص يرفع المبتدأ وينصب الخبر.
الجوُّ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
حارًّا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
والأفعال الناقصة هي: كان، ظل، بات، أمسى، أضحى، صار، ليس، ما دام، ما زال، ما فتئ، ما برح، ما انفك، مادام.
ومنها ما هي متصرفة تصرفا تامًا (أي يأتي منها الماضي والمضارع والأمر) نحو: كان، ظل، بات، أمسى، أصبح، أضحى، صار.
الأمثلة:
ظلّ النسيمُ عليلًا.
بات المريضُ متألمًا.
أمسى الولد سعيدًا.
أصبحَ المخططُ واضحًا. أضحت الصورةُ واضحةً.
أما غير المتصرفة: ليس، ما دام.
مثل: لست جميلًا.
وقوله تعالى:
"مَا دُمْتُ حَيًّا"
- متصرفة تصرفًا ناقصًا أي يأتي منها الماضي والمضارع فقط: ما زال، ما فتى، ما برح، ما انفك، نحو: ما يزال المغتربُ بعيدًا عن وطنه.
ويلحق بها ما يسمى بأفعال الشروع، وهي أفعال تفيد بداية الشروع في الفعل، نحو: بدأ، أخذ، أنشأ، انبرى، طفق.
٢- ظنَّ وأخواتها:
تدخل ظن وأخواتها على المبتدأ والخبر فتنصبهما، ويسميان مفعولًا به أولًا، مفعولًا به ثانيًا، وتنقسم ظن وأخواتها قسمين:
- أفعال القلوب، وهي أفعال باطنة لا ظاهرة حسية، وهي على قسمين:
أفعال اليقين، نحو: (عَلـمَ، رأى، وَجَدَ، دَرَىَ، أَلْفَى).
ومنها ما تدل على الرجحان
ظن، خَالَ، حَسِب، زَعَمَ، عَدَّ، اعتبر، هَب).
٣- أفعال التحويل أو التصيير، وهي: (جَعَل، اتَّخَذَ، تَخِذَ، تَرَكَ، وهبَ، صيرَّ، رَدَّ).
الأمثلة:
ظَنَّ الـمُستعمر النّاسَ جُهَّالًا. وجدَ التلميذُ الدرسَ سهلًا، حَسِبَ المتهمُ الكذبَ مخرجًا.
جعلَ الرجلُ المزرعةَ مسكنًا.
زعمَ البخيلُ الكرمَ تبديدًا للمال.
خالَ المهملُ التفوقَ سهلًا.
ظنَّ: فعلٌ ماضٍ ينصبُ مفعولين.
المستعمرُ: فاعل مرفوع. الناسَ: مفعول به أول لظنَّ منصوب.
جهالًا: مفعول به ثانٍ لظنَّ منصوب.
وهكذا يكون إعراب باقي الأمثلة.
ملاحظة:
ظنّ وأخواتها لها خصائص، وهي الإلغاء، أي ترك العمل لفظا ومعنى.
التاجرُ ظننتُ خاسرٌ.
التاجرُ: مبتدأ مرفوع ...
ظننتُ: فعل ماضي ملغي، والتاء تاء الفاعل المتحركة..
خاسرٌ: خبر التاجرُ، مرفوع.
ويختصُّ الإلغاء بالأفعال القلبية المتصرفة وهي: (رأى، وعلم، وجد، ودرى، وخال، وظن، وحسب، وزعم، وعد، وحَجا، وجعل).
أحبتي متابعي زاويتي الأسبوعية هاقد وصلنا إلى نهاية البحث، أرجو لكم المتعة والفائدة مما نقدم، وإلى اللقاء في الأسبوع القادم بإذن الله.
نبيلة يحيى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .