فأضاءَ شمع الليلة الظلماءِ
حَضَرَ الذي تأبى الحروف بِوَصْلِه
إلّا تكون موضع الإلهامِ
بدراً طويلٌ إنتظرت وصاله
حتى أكاد أصاب بالإغماءِ
و كَرَدّ فعلٍ سارَ في جسدي كما
قد سارَ في حرفي دبيب دمائي
و وجدت حرفي في ملاعِب حرفه
يُجري كما عمليّة الإحماءِ
كلّ الحروف غادرت خَرَس الدجى
نضحت حروف الصخرة الصماءِ
و بِأوجِ قِمّته السِّجال بِقَمْرَتي
و مُزِيْلِ عَتَمِ الليلة الدهماءِ
نطَقَت ببضع حروف ثم غادَرَت
و الوقت ليسَ وقتها لِتنامِ
و قضيت ثلث الليل أعمى دونه
و الثُّلْث أشكو عِلَّة الإعياءِ
______________
(د.احمد سعيد النوبان)