قد زِدتَ في الإنهاك والإعياء
ورميتَ داءك غُصْتَ في أحشائي
يا داءُ حسبك أن تظل معذِّبي
مزّقت مني الجسم بالأدواءِ
وسلبْتني بين الأنام مسرّتي
أتْعبتَ جسميَ زدت في إيذائي
مالي سوى رب البرية شافيا
فهو الملاذ وعُدّتي ورجائي
قد صرتُ معلولاً وخارتْ قوّتي
وتساكبت عينايَ من بلوائي
والجسم من همّ المصاب مهتّكٌ
أضحى هزيلا دائم الإعياء
والقلب مرتجفٌ تفاقم حُزنه
حلّت عليه فواجع برزائي
والصحْبُ قد شُغلوا وغاب نصيرُهم
بل أصبحوا وكأنهم أعدائي
وتقطّعت أوصالهم وتفرّقوا
وتنكّروا للصحْب والخلطاءِ
وتناسوُا الإحسان بان جحودهم
جعلوا الفؤاد دمًا إلى أشلاء
إن الخلائق لا يدوم حنانُهم
بل بعضُهم كالرّعلة العمياء
إن همّ خطبٌ أو أتتك بليّة
حزموا متاعهمُ إلى الجوزاء
أين الذين إذا بليتُ بنائبٍ
هبّوا إليّ كمثل برق سماءِ ؟
يا رب فاغسل حوبتي وخطيئتى
واجبر مصابيَ واستجب لدعائي
واجعل فؤادي في الخطوب مصابرا
ما خاب فيكم يا كريم رجائي
صلى الإله على النبي وآله
وعلى الصحاب ومعشر الخلفاء
سالم اخويدم
...............
( 1 ) الرزاء : المصاب أو الخطب الجلل .
( 2 ) الرعلة العمياء : أعني بها النعامة التي فقدت بصرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .