من ذا على وأدِ القلوبِ شَفيقا
أَوْ مَنْ بِحُكْمِهِ مُنْصِفاً وَرَفيقا
أَخَذَ الكَرَى عِندَ الوَداعِ بِرَحلِهِ
واسْتَلَّ مِنْ وَجْهِ الحياةِ بَريقا
إنَّ المُحِبَّ على الأحِبَّةِ خَيمَةٌ
وعِمادُ عَهدٍ في الصروفِ وَثيقا
هَلْ تَذكرُ الأيامَ في عُمرٍ مَضَى
كُنّا طيوراً تَعشقُ التَّحليقا
والليلُ فينا قد أضاعَ شُجونهُ
والفَجرُ أضحَى للرحيلِ صَديقا
قلبي جَفاني في غيابكَ والمُنى
قَد أشعلتْ بينَ الضلوعِ حَريقا
تَشدو على أيكِ الحنين حَمامةٌ
وتقولُ هل ضَلَّ الحبيبُ طَريقا
حَقًّا تَقاسَمْنا الصُّدودَ وإنما
مازالَ حُبُّكَ في الفؤادِ عَميقا
واراكَ في الذكرى إذا الليلُ أتى
تَبدو بأثوابِ العتابِ رَقيقا
يا بَسمةً زالتْ ومازالتْ هُنا
في رِقِّكُمْ كانَ الفؤادُ عَتيقا
الفراتية