********نَثِّي عبيرَك********
فاضَتْ حروفي وشَدَّ النَّبضُ في قَلَـــــمي
والدَّمعُ سالَ على القِرطاسِ مِنْ ألَــــــمي
ذِكــــراكِ ما فارَقتْنــــي، جِدُّ تُـــــــؤلِمُني
مُذْ غبــــتِ عنّي أراني الآنَ في سَــــــقَمِ
كَمْ يَشـــــــتهي القلبُ لِلُّـــــقْيا لِأُســـــعِـدَهُ
مِنْ نَـــــظرةٍ لِلْحَـــلا في ثَــغركِ الْبَسِـــــمِ
طالَ الغيـــــاِبُ وزادَ البُـــــعدُ في وَلَـــهي
يا مُقلــــــةَ العيــــنِ، إنَّ العيــــنَ لَمْ تَنَــــــمِ
ذِكـــــراكِ في البـــــالِ تَبقى لا تُغـــــادِرُهُ
تَـــطوفُ في القلبِ، يجري رَسْـمُــكِ بِدَمي
سِــــحرُ العيونِ، وكادَ السِّــحرُ يَقتُــــلُني
مِنْ دونِ سَيـفٍ، بِرمشِ العَينِ ذا الصَّرِمِ
جَمًّا عَشِـــقتُكِ حتّى صــــارَ بي شَــــغَفٌ
لَمْ أســــتطِعْ كَتْمَ ما يَــــجري ولَمْ أَجُـــــمِ
قالوا: أَثِمتَ بِحُبِّـــــها، فَقُـــــلتُ لــــــهُـمْ:
مَنْ عِشْــقِها سَـــــعُدَ الفـــؤادُ! لَـــمْ أَثِـــــمِ
فَلَو بَحَثتُــــمْ أَديــمَ الأرضِ عَنْ رَهَــــــفٍ
لَما وَجـــــدتُمْ ولا في سائــــــرِ الأُمَــــــمِ
بِمِثــــلِ رِقَّتِــــــــها أو مثــــلِ طَلَّتِـــــــها
هَيفـــــــاءُ قامتُــــــها، شَمَّــــاءُ كالشَّـــمَمِ
بِمِثــــلِ وَجـــهٍ، كمــا ســــهولِ جيـــدٍ أو
أسيـــــلِ خــــدٍّ على البَلُّـــــورِ مُرْتَسِــــمِ
أَهفــــو إليـها وتهفـــو أضْــــلُعي ودَمـي
أَحتاجُـــــــها لِغِــــــــذاءِ الــــرُّوحِ كالأُدُمِ
أنا المُتَيَّــــــــــمُ في الهـــــوى وَذا وَلَـــهٌ
أَهيــــــمُ فيــــها كما في عُمرِي لَمْ أَهِـــمِ
هذي حيـــــاتي ومَنْ أحبَبْـــتُ في شـغَفٍ
إن تَحســــدونا فَبَـــعدَ الوَشْــــيِ في رَدِمِ
إنْ عشــــتُ شـــوقًا فَإني بالهوى دَنِـــفٌ
أو مُــــتُّ في وَلَــــهي فَبِالـــهَوَى الضَّرِمِ
مَنْ ذاقَ طَعـــمَ الهَوى لمْ يَنــــسَ لَذَّتَــــهُ
رغـــــمَ المـــرارةِ رغــــمَ الصَّبرِ والسَّأَمِ
ما أطيبَ الرَّوْحَ في أَظْـــــلالِ دوحتِــــها
شَـــــهدٌ وأعنــــابُ كَالْجَنّـــاتِ في النِّــعَمِ
نَثِّي عبيـــرَكِ مثـــلَ الزَّهرِ في جســــدي
حَوْلي وفَوْقي ومِنْ رأســـي إلى القَــــــدَمِ.
________________
____________
______
الصقر الذهبي
د. زيـــاد اليوســـف
💖 28/9/2017 💖