ألقصيدة التي ألقيتها ألسبوع الماضي في مهرجان الشعر المقام تحت عنوان بيروت في عيون الشعراء .ولقدحضرها العديد من الفعاليات الرسمية والفنية
أحلى العرائِسِ تاجُها الزنبقْ
فالربُّ في حُسنِ المهى أغدَقْ
حوريَّةٌ مذ كانَ مولِدُها
كانت إلى فجرِ النُهى أسبَقْ
شرقيَّةٌ والقلبُ عاشِقُها
خاضتْ بها القُصدانُ في زورَق
حنَّت على الشُطٱنِ راحتَها
وتزيَّنَت خُلخالُها الأزرقْ
صفَّت نجوماً في ضفائِرِها
فالنورُ في ليلِ الدُجى يشهَقْ
هلّتْ وضوءُ الشمسِ بُرقُعها
يضفي على أعطافِها رونقْ
حسناءُ واكتملت أنوثتُها
سحراً على هام الدُنى بيرَقْ
بيروتُ مذ هلّ الهلالُ بها
صاحوا الفريدةَ بعدها أغلَقْ
كم ساءَ للعُذالِ بُهرُجُها
من لعنةِ الحُسَّادِ لم تُعتَقْ
في غفلَةٍ قصّوا جدائِلِها
ثم انتشوا من عِطرها الأعبَقْ
وسطا اللصوصُ على دمالِجِها
نهبوا المليحةَ كلَّ ما أبرَقْ
شقّوا وباسمِ الدينِ معطفها
وتناتفوا فُستانها الأليَقْ
قتلوا المحبَّةَ في شوارِعِها
والبغضُ في جنباتِها أحدَقْ
فتكاتلوا والحِقدُ يجمعَهُمْ
نادوا بساحاتِ الوغى تُحرَقْ
لكنّها هبَّت كعاصِفةٍ
قامت بكلِّ جمالِها المُرهَقْ
لفَّتْ بإيمانٍ ملاءتها
صاحت هنا مجدُ الدنى أشرَقْ
أنا طائرُ الفينيقِ في وطنٍ
نحو العُلا للشمسِ قد حلَّقْ
بيروتُ ما زالتْ مليكَتُكُمْ
والكلُّ في حُسنٍ لها يغرَق
بيروتُ ما شاخَ الزمانُ بها
بيروتُ فوقَ رمادِها تُخلَقْ
فريدة توفيق الجوهري لبنان.