قصيدةبعنوان ( لا تقتربي من أسواري)
قالت سأسافر في عينيكَ
وأسبر ُ كُنْهَ الأغوارِ
وأجوب العالم بين يديكَ
لأدركَ سرَّ الأسرار
وأرى من منظوركَ نفسي
لأعيد توازن أفكاري
سأحلِّقُ في وحي العينينِ
وأعبر فوق الأمصارِ
وأمرُّ على كلِّ الدنيا
وأجوب جميع الأقطارِ
وأحطُّ على أرضٍ خضراءَ
وأنهل من نهرٍ جاري
قالت لي إنَّك نا فذتي
وأنا المحبوسة في داري
فاسمح لي أن أعبر عينيكَ
لأدخلَ دنيا الإبهارِ
وأصير إلى عمق الأيام
لأعرف طيني من ناري
************
قلتُ لها عفواً سيدتي
فالعالم من خَلْقِ الباري
وأنا مخلوقٌ سيدتي
من طينٍ لزجٍ أو قارِ
وأنا إنسانٌ عاديُّ
لا أملك كسر الأقدارِ
عبدٌ لله أنا وأنا
لا أملك أن أنفع جاري
فأنا محتاجٌ توفيقاً
من ربِّي في دعم قراري
***********
قالت لكنك في نظري
في القوَّة كالأسد الضاري
وخيالك خصبٌ يجمح بي
لعوالمَ فوق الأنظارِ
ولعقلك أبوابٌ شتى
تستوعب كلَّ الأفكارِ
وجمالك يسحر لي لبِّي
قمرٌ من بين الأقمارِ
والقلب عواطفه سيلٌ
يعزف في كلِّ الأوتارِ
فيمرُّ على قلبي لحناً
فيعيدُ إليَّ استقراري
*************
قلتُ لها إنك واهمةٌ
وتغرُّكِ منِّي أشعاري
وتغرك مني كلماتٌ
تزهو برتوشٍ وإطارِ
لكنَّ الشعر بما يحوي
لا يعكس كلَّ الأخبارِ
فاليوم نعيش وقد هتكتْ
دنيانا كلَّ الأستارِ
فبدتْ دنيانا عاريةً
دنيا من صنع الأشرارِ
لا يوجد في العيش مكانٌ
للصفوة أو للأبرارِ
وعبيدٌ نحن لدنيانا
لا نرجو عيش الأحرارِ
إنْ أقبلت الدنيا تجري
فغداً تمسي في إدبارِ
مابين معاقرة الدنيا
وجهنَّمَ بضعة أمتارِ
والكلُّ على حَرفٍ يمشي
ما بين الجنة والنارِ
فابتعدي عنِّي سيدتي
لا تقتربي من أسواري
ولقد أسهبتُ بما أسلفتُ
لأعرضَ كلَّ الأعذارِ
هاقد أعطيتك إنذاراً
فاستلمي منِّي إنذارِ
***********
قالت لا بأس وإن أنذرتَ
فإنَّك قدري وشعاري
أهواكَ ولا أرجو إلاكَ
أحبُّكَ دون استفسارِ
لن أرضى لسواك بديلاً
لن أرضى فيك استهتاري
وأريدك أن تغمر قلبي
وتحيطَ فؤادي بسوارِ
وأريدك أن تملك روحي
وسأطلب منك استعماري
فتقبَّلْ منٍّي ما أسلفتُ
ولا تستغربْ إصراري
١٣ - ٩ - ٢٠٢١
المهندس : سامر الشيخ طه