في ذكرى رحيل الأديب وليد قنباز الذي غادرنا في 10 / ٱذار / 2005
قصيدة قرأتها عليه في مرضه الأخير رحمه الله تعالى
***مواساة أديب***
إلى الأديب الشاعر الأستاذ وليد قنباز مع دعائنا بالشفاء العاجل
يا ضفـــافَ العاصي إليــــكِ أعــــودُ
كلّمــــا شــــاقني مُــــرادٌ بعيــــــــدُ
جادَكِ الغَيْــــثُ ! هَلْ أتاكِ النّـــدامى
فَيجـــودوا مِنْ وُدّهــــمْ وَنَجــــودُ ؟
كلُّهــــمْ يســــكنُ القلــــوبَ وَلكــــنْ
يا ضفــــافَ القلوبِ أيْــــنَ وليـــدُ ؟
غُصَّ في حلقِهــــا الجـوابُ وأغْضَتْ
حانيــــاتُ الصّفصــــافِ وَهْي تميـدُ
فأجابَتْـنـي بالدّمـــــوعِ النَّواعيــــرُ :
" ألا إنّــــهُ سَــــــــقيــــمٌ وَحيــــدُ "
خَذَلَتْهُ الأعصــــابُ ، وانْطفَـأ العَزْمُ ،
وَخــــارَتْ مَفــــاصــــلٌ وَزُنُــــــــودُ
ما أطاقَــــتْ يَمينُــــه شَـــتْلَ حَرفٍ
وَلَدَيْــــــهِ زَرْعٌ وَحَــــبٌّ حَصيــــــــدُ
وتــرامى فَــــوْق السُّــــطورِ يَــــراعٌ
وَعَلى هُدْبِــــهِ سَــــحائــــبُ ســــودُ
صَـرَّ يشــــتاقُ للأنامــــلِ إنْ ضَمَّــتْهُ
يدري القرطــاسُ كيْــــف يجــــودُ ؟
كَمْ مَضى يَغْــــزِلُ الحــــروفَ بُروداّ
وَبنَفْســــــي مَطــــــــارفٌ وَ بُــــرودُ
وَبنفســــي قَلْــــبٌ تَألّــــق بِالْحُــــبِّ
وَرُوحٌ مَسْــــرى النّجــــومِ تَـــــــرودُ
بلْبـلٌ تنشــــدُ السَّــــواقي قَوافيــــهِ
- الْعَــــذارى وحَبّــــذاكَ النّشــــــــيدُ
ها هُنــا كَمْ رَوى لَنا عَـنْ ( وجيهٍ ) *
فإذا الشِّــــعْرُ في الْجَمــــالِ فريــــدُ
أشْــــرقا نَيّريْــــنِ في بَلَــدِ الشِّــــعْرِ
زمانــــاً والزّاهِــــراتُ حُفــــــــــــود
غَــــزَلٌ مــــرّةٌ وأُخــــرى عِتــــــــابٌ
وَكِلا الحالَتَيْـــــنِ مِسْــــــكٌ وَعُــــودُ
مــــا أرادا إلاّ حَمَــــــــاةَ ربيعــــــــاً
وَبِعَيْنَيْهــــا طــــــــارفٌ وَتَليــــــــدُ
وأرادا أنْ يَفْتَــــحَ الْــــوَرْدُ جَفْنَيْــــهِ
وَيَصْحــــو مِـــنْ مَوْتِــــهِ الْجُلْمُــــودُ
أنْ يفيــــقَ الصّبــــاحُ يَمْسَحُ أهْدابَ
الأماسِــــي ، أنْ يُنْشِــــــــدَ الغرّيـــدُ
ها هُنا كانَ في الضِّفــــافِ يُغَذّيــــنا
شُــــــــعوراً ، والشِّــــعْر دُرٌّ نضيــــدُ
فَنَصَبْنــــا خِيامنــــــــا في عُكــــاظٍ
وَاسْــــــــتزَدْنا وما يُمَــــلُّ مَزيـــــــدُ
وإلى عَبقــــرٍ شَــــــــدَدْنا الْمَطايــــا
فَإذا الشَّــــطُّ عَبْقــــرٌ مَشْــــهــــودُ
( ( (
يا نواعيــــرُ قــــدْ رجعْنــا عِطاشــــاً
ما روانــــا مِـــنَ الجديــــدِ جديــــدُ
نحــــنُ أصحابُــك القُدامى رَجَعْنــــا
لَيْتَمــــــــا ذلك الزّمــــانُ يعــــــــودُ
قدْ غرسْــــنا في راحتَيْــــكِ قُلوبــــاً
فَعَلــــى الشَّــــــــطّ زنبــــــقٌ وورودُ
ليــــس تنـسى حمـــاةُ وَجْهَ وليــــدٍ
ومحيّاهــــا قَــــدْ جَــــلاهُ وَليــــــــدُ
طبعُهــــا الحــــبُّ والوفـاءُ وَجُــــودُ
أفَــــلا تحفــــظُ الــــودادَ الــودودُ ؟
رَبُّ أيّــــوبَ لا يضــــــنُّ بِبُـــــــــرْءٍ
مَنْ ســــواهُ الْمُعيــــنُ والمقصــودُ ؟
إنّ مَـــنْ يحيــــي الرميــــمَ قديــــرٌ
أنْ يردَّ الأعصــــابَ وَهْــــيَ رُقــــودُ
فانفضِ الوهْنَ عنْ جناحَيْكَ وانهضْ
لا يضيــــرُ النّســــــــورَ إلاّ القُعــــودُ
كلّنــــا لهفــــةٌ وشــــــــوقٌ وحُــــبٌّ
وانتظــــارٌ ، علَّ الحبيــــبَ يعــــودُ
رضوان الحزواني
حماة 2005
(