** على البراقِ **
وعلى الـبـراقِ صعـدتَ للملأِ الـعُـلا
ولـقـد أضــاء طـريـقــكَ الـثَّـقــلانِ
جبـريـلُ قـائـدُ رَكـبكُـم في رحـلــةٍ
حـتى تُـواصِـــل َسَـيـركـُــم بأمــانِ
حَـفَّـت بمَـوكِـبُـكَ الكــريـم مـلائـكٌ
كالجُـنـد تّحـرُسَ مَـوكـبَ العَـدنـانِ
فوصَلـتَ للأقـصَى فكانت فـرحَــةٌ
والـنُّـــــــور لآلاءٌ بـكـــــل مَـكَــــانِ
في الساحةِ الكُبرى وبَينَ جِمُوعُهُم
كُـنـتَ الـمُـكَـرَّمَ مِـن رَؤُوفٍ حـَــانِ
صَليتَ بالـرُّسِــلِ الـكِـرامِ إمـامُهُـم
قـبـلَ الـعُـرُوج لِســاحــةِ الـمـنَّــانِ
وأُُوريتَ من آيِّ الكـَريـم عجـائـبـاً
مـا شَــاهــدَتهــا قـبـلـكُـم عَـيـنَــانِ
أبصَـرتَ تعـذيبَ العُـصـاةِ بذنبهِـم
والصَّـالِـحـيـنَ مَـقـامُهُــم بِـجِـنــانِ
في سِـدرَةٍ وقـفَ الأميـنُ مُـودِّعــاً
قَـد صِـرت في نُــورٍ وفي أفـنَــانِ
هــذا مَـقــــامٌ لايـَحـقُّ لـغَــيـرِكُــم
فلـتَـمـضِ في هَديٍ مـن الـرحـمَـنِ
أهــداكَ ربُ الـعــالـمـيـنَ هَـــديَــةً
لــم يُهــدِهــــا ديـنـاً مِـنَ الأديــانِ
خمــسٌ مـن الأفعَــال أمَّـا ثـَوابَهَـا
خَمسونَ إن وُضِعَـت بكَفِّ مـيزانِ
جاهرت إذأصبحتَ بَينَ جُموعِهـم
صَـلـيـتُ بالأقـصى مَـعَ الـخِــلَّانِ
قـالــوا دَعِـيٌّ إذ تـقـــوم بـرحـلــةٍ
فـي لـيـلــةٍ مِـيـقــاتـُهـا شَـهـــرانِ
يا أيُّهـا المـلأُ إسمـعُـوا وتَـدبَّـروا
قد مَسَّ رمـزُ المُصلِحيـنَ بِـجـَانِ
فَعَـلـت وجـوهُ المُسلمينَ بَشـاشـةً
لـم يختـلِـف فيـمـا تَـقُـول إثـنـانِ
قـالــوا أبـا بَـكـرٍ يَـقـولُ مُـحـمـدٌ
بالأمـس ربَّ العـالـميـنَ دَعَــاني
صَليَـتُ بالأقـصى بجَمـعٍ حـاشِـدٍ
كُـنَّـا جَـمـيـعــاً داخِـلَ الـبُـنـيــانِ
قال الصَـدِيـق الحـقُ قالَ وإنـني
صَــدَّقـتُـه وتـَبــعـتُـه فَـهَــــدانـي
صــدَّقـتُـه إذ قــالَ ربِّـي خَــالــقٌ
مــا قـــال مـن زُورٍ ولا بُـهـتـــانِ
سَـألـوكَ أن تَـصِـفَ البِنـاءَ بـدقـَّـةٍ
والـجَـمـعُ حَـولكَ صَـاغـيَ الآذانِ
فَـوصَفـتَـهُ وَصفـاً دقـيـقـاً مُعـلنـاً
ما كـانَ مـن غُــرَفٍ ومـن ألــوانِ
وأحـاطَ ربُّ العـالـمـيـن بكَيدهِـم
واللهُ مُخـزي عُـصبـَة الطُّـغـيـانِ
وتثـبَّـتَ القـومُ الـذين تّزَعزَعُـوا
وقـلـوبُـهُـم خَـلِـيَـت مِنَ الأدرانِ
بقلم / محمد اليماني