بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 29 يونيو 2021

«الحياةُ بين ضعفٍ وتعافٍ وعقلانيةٍ» ..بقلمي : عبير محمد علي 💐🌸

«الحياةُ بين ضعفٍ وتعافٍ وعقلانيةٍ»
ولنا في الصمتِ ثرثراتٌ حبيسة خلف قضبانِ الصبرِ ، إن فاضت واختنقت وضاقت بها صدورُنا ستُفك قيودُها وتُذابُ سلاسلها الحديدية من لهيبِ نيرانيها ، وستَحرقُ كلّ خيوطِ العنكبوتِ التي أطلقها الصمتُ بتجاويفِ القلبِ الذي احتوى علي غيمةِ صمتٍ أتتْ بها رياحٌ عاصفةٌ جافة هبت من تصرفاتِ بعض البِشرِ ، دون هطول أية أمطار أملٍ للإعتذارِ أو الندمِ ...
من كثرةِ الكتمانِ والصمتِ ظنوا أننا بلا مشاعرٍ ، وإنما نبقىٰ صامتين من هولِ الصدماتِ ، وما يرهق قلوبُنا ليست المواقف ولا الكلمات وحدها ما يصدمنا ، بل فاعلِها وقائلِها وخاصةً من له بؤرة في تجاويفِ القلبِ ، وبُنيت في هذه البؤرة قصور حبٍ ومودةٍ لهم حصونها لا تُهد ،
وإن هُدمت يبقى أثرُها تجويفاً عميقاً خرباً تُحاك خيوط العنكبوت به، ويبقى مهجوراً هكذا لحينِ إشعار آخر ناحتاً في الصخورِ عله يُقبَل ساكناً جديداً بهذا التجويف ، ولن يحدث وإن حدث لن تستوي المكانات فمكانتهم لا يضاهيها شئ، وإن وُضِعوا في كفة ميزان لرجحت منزلتهم..
فسلامٌ عليهم أينما حلّوا مهما كانت موانيهم بلا مرسىٰ لنا، ومهما كان حيزُ اهتمامِهم بنا أعشاشاً خاويةً ، أو تقديرهم لنا دُفنَ مع صرخاتِ نعيقِ الغربانِ ، ولم يبقَ له أثر لذلك لا تُجبر أحداً على الإهتمامِ أو تقديرك ، مَن أحبكْ سيهتمُ ويضع تقلباتَك نُصب عينيه .....
لذا أمامنا إحدى الخيارات ؛ إما أن نخضع و تنقاد مشاعرنا نحو تلك الإحباطات لتشييعها إلى مثواها الأخيرِ لتهوي غير طليقةٍ تسبحُ بمشاعرٍ معاقةٍ من جهةٍ واحدةٍ في سماءِ العشقِ والعطفِ والودِ والمؤآنسةِ برفيقِ العمرِ مَن كان السببَ الاساسيَ لانتحارِ تلك المشاعر .....
أما الخيار الثاني؛ التجاهل وگأن شيئاً لم يكنْ وإطلاق العنانِ للتعايشِ داخل صومعةِ الأملِ ، علّها تطرحُ بساتينَ ورودِ تفاؤلٍ تتعافى بها مشاعرُنا من العلاقاتِ المؤذيةِ لها ، ونحيا في عالمٍ خاصٍ بنا لا تنتابَه أحزانٌ ولا إحباطات .. عالمٌ به اكتفاءٌ ذاتي، وإشباع لمشاعرِنا الجياشةِ ، والتعبير عنها وإخراج معاناتِها بدموعِ حروفٍ ترسمُ لوحةً تكاد تنطقُ من مدى صدق ما فيها ، وتُبرئُ ساحتَنا من الانكسارِ والاستسلامِ والانسحابِ...
فلنبقَ دوماً أقوياءً ، لا تهزمنا صفعاتُ الحياةِ ولا ننزوِ ولا نذبل، بل دائماً وأبداً نجعل الثقةَ تسكن في عقولِنا قبلَ قلوبِنا، وأن يحيا القلبُ تحت َ مظلةِ لقراراتٍ ناضجةٍ لنُعبِّر عن أنفسِنا بأريحيةٍ دون الالتفافِ للوراءِ ، ونرتدي ثوبَ النضجِ الانفعالي دون الانجرافِ للإحباطاتِ ، لا إفراط ولا تفريط في علاقاتِنا واهتماماتِنا بمن نحب ، بالأملِ والتفاؤلِ والتجاهلِ نبدو كأننا نحمل بين ايدينا العالم بأثرِه،
فقط القليلُ من الثقةِ والأملِ والكثيرُ من العقلانيةِ 🤚👌
بقلمي :
عبير محمد علي 💐🌸
قد تكون صورة لـ ‏‏سماء‏ و‏شجرة‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

في زمن التفاهة بقلم الراقي زياد جزائري

 (في زَمَنِ التَّفاهَة) أَسفِي على الأََيَامِ كَيفَ تُبَدَّدُ والقَلبُ ظَمآنٌ ،وَفِكريَ مُجهَدُ وَمَطامِحيْ عَادَت سَرابَاً خادِعاً وَ...