كتابة الروح
هنا القلم يئنّ من ألمٍ مستتر
يكتب أحزان السنين بمداد الذكريات
تتساقط الكلمات كدموع فجرٍ معتم
تغرق في سطرٍ يفيض بوجع الفراق
أرسم صورة الغياب على ورقة بيضاء
أمزج أحلامي المتكسّرة بواقعٍ قاسٍ
أستمع لصدى آهات القلب في سكون الليل
تنهمر الأفكار كزخات مطرٍ يائس
أيُعقل أن يرحل الحب دون وداع؟
أم أن الصمت قدر المنفيين؟
تتراقص الأوهام في ذهني كأشباح
كلما حاولت اقتناص لحظة أملٍ جديدة
يا قلم، دوّن وجع الفؤاد بحروف صادقة
دعني أطلق صراخي في عتمة الكلمات
فلن يسمعني سواك، يا رفيقي في الجراح
لنستمر في الكتابة حتى تُشرق الشمس من جديد
أرسم بكلمات الفراق خريطة الوجع
حيث تلتقي الدموع بنبض الذكريات
تنزلق الأقدار كأوراق الشجر في الخريف
تتساقط بلا رحمة، تترك أثر الفقد
أشتاق لأيام كانت تضحك فيها السماء
لملمتُ فيها أحلامي بأصابع من نور
لكن الزمن كحطامٍ يُخفي الألوان
ويترك الروح تتخبط في عتمة العيون
يا ليلي، احضنيني بسكونك الأليف
دعيني أغفو بين أحلامٍ ضائعة في الفضاء
فقد تاهت نبضات القلب في دياجير الألم
وحلّ الظلام كعاصفةٍ تُدمر الأمل
لكنني سأكتب رغم كل الجراح
سأمنح الورق أنفاسي المكسورة
فلربما يأتي يوم حين تبتسم الشمس
وتنهي أسطورة الحزن بعناق الفرح
سأستمر في الكتابة، شمعةً في الظلام
أدوّن مشاعري بألوان الحياة المتجددة
لأنني أؤمن أن كل كلمة هي ولادة جديدة
وأن نبض القلم هو صوت الروح الذي لا يموت
وفي النهاية، سنمضي كطيفٍ يتراقص في الفضاء
نبض القلم سيسجل كل لحظة، كل همسة
سنكون أبطال حكاية تُروى للأجيال
حيث الألم ليس النهاية، بل بداية النور
رانيا عبدالله
2024/10/31
توقيت ٦مساءً